للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن الله ـ تعالى ـ إنما جعله لمن جاء بعدهم ممن يستغفر الله لهم والله أعلم"١.

٤- وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله قد أمرنا بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون"٢.

٥- ذكر الإمام البغوي رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} الآية. عن مالك بن مغول قال: قال عامر بن شراحيل الشعبي: يا مالك تفاضلت٣ اليهود والنصارى الرافضة بخصلة سئلت اليهود من خير أهل ملتكم، فقالت: أصحاب موسى عليه السلام، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم، فقالوا: حواري عيسى عليه السلام، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم، فقالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا يثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وتفريق شملهم وإدحاض حجتهم، أعاذنا الله وإياكم من الفتن المضلة"٤.

٦- وروى أبو نعيم بإسناده إلى عمر بن ذر، قال: أقبلت أنا وأبي دار عامر، فقال له أبي: يا أبا عمرو، قال: لبيك، قال: ما تقول فيما قال فيه الناس من هذين الرجلين، قال عامر: أي هذين الرجلين؟ قال: علي وعثمان قال: إني والله لغني أن أجيء يوم القيامة خصيماً لعلي وعثمان رضي الله تعالى عنهما وغفر لنا ولهما"٥.


١ـ شرح النووي على صحيح مسلم ١٨/١٥٨-١٥٩.
٢ـ الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة لابن بطة ص/١١٩، وأورده القرطبي في تفسيره ١٨/٣٣.
٣ـ أي: فضلت. فقد جاء في شرح الطحاوية، ص/٥٣١: "بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة".
٤ـ تفسير البغوي على حاشية تفسير الخازن ٧/٥٤، وذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٨/٣٣، وانظر منهاج السنة ١/٦-٧، شرح الطحاوية ص/٥٣١-٣٥٢.
٥ـ حلية الأولياء ٤/٣٢١، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف ١٢/١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>