للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يجوز سب أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي وجه، وقد كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن أي كلام يصدر من بعض الصحابة لآخرين منهم يتضمن الأذى وكان يحذر من ذلك أشد تحذير.

١١- فقد روى أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا خالد لا تؤذ رجلاً من أهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله"، فقال يقعون في فأرد عليهم فقال: "لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار" ١.

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل أي كلام يتضمن الأذى من بعض الصحابة لآخرين منهم، فما الشأن بحال من ليس من الصحابة ويطلق لسانه عليهم بالسب القبيح الذي يستحي المؤمن من حكايته عنهم، لا شك أن من كان هذا شأنه فإنه أنزل نفسه أقبح المنازل وتجرأ على خيار المؤمنين، وعصى سيد المرسلين في أمره بوجوب الإمساك عن الكلام في شأنهم إذا ذكروا.

١٢- فقد روى الحافظ الطبراني من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا" ٢.

فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر أصحابي" بما شجر بينهم من الحروب


١ـ أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/٣٤٩، وقال عقبه: رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه، ورجال الطبراني ثقات وأخرج الحاكم منه ما يخص خالداً في المستدرك ٣/٢٩٨، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٢/١٥٠.
٢ـ أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/٢٠٢، وقال: رواه الطبراني وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو نعيم في الحلية ٤/١٠٨، وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالحسن. انظر فيض القدير للمناوي ١/٣٤٧-٣٤٨، وأورده الألباني في صحيح الجامع الصغير ١/٢٠٩، وقال عقبه: صحيح وأورده في الصحيحة ١/٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>