للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للعدالة والمرتبة، وفيه تعظيم حق المسلم والحكم على من سبه بالفسق وأن الإيمان ينقص ويزيد لأن الساب إذا فسق نقص إيمانه وخرج عن الطاعة فضره ذنبه لا كما زعم المرجئة، أنه لا يضر مع التوحيد ذنب١.

فكل من سب الصحابة رضي الله عنهم أو واحداً منهم أسقط نفسه من العدالة وفسق بذلك وأدى إلى نقصان إيمانه بخروجه عن الطاعة.

٩- روى أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ساب الموتى كالمشرف على الهلكة" ٢.

"أراد: الموتى المؤمنين وإيذاء المؤمن الميت أغلظ من الحي لأن الحي يمكن استحلاله والميت لا يمكن استحلاله فلذا توعد عليه بالوقوع في الهلاك"٣.

١٠- وروى أبو القاسم الطبراني أيضاً: عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة"٤.

ومعنى الحديث: أي يكاد أن يقع في الهلاك الأخروى، وأراد في ذلك المؤمن المعصوم والقصد به التحذير من السب٥

وهذا الحدي والذي قبله تضمنا العقوبة الشديدة التي تلحق ساب أي ميت من المسلمين وأي مؤمن كان فما الشأن بمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خيار موتى المؤمنين وأفضل المؤمنين بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فكل من سبهم يعد من أهلك الهالكين وأخسر الخاسرين بنص هذين الحديثين،


١ـ فيض القدير ٤/٨٤.
٢ـ أورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة، انظر فيض القدير ٤/٧٩.
٣ـ فيض القدير ٤/٧٩.
٤ـ ذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة. انظر فيض القدير للمناوي ٤/٧٩، وأورده الألباني في صحيح الجامع الصغير ٣/١٩٦، وعزاه للبزار وقال: حسن كما أورده في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ١٨٧٨.
٥ـ فيض القدير للمناوي ٤/٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>