للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد بن زيد ـ يعني نفسه ـ ثم قال: والله لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمَّر عمر نوح"١.

زاد رزين٢: ثم قال: "لا جرم لما انقطعت أعمارهم، أراد الله أن لا يقطع الأجر عنهم إلى يوم القيامة، والشقي من أبغضهم، والسيعد من أحبهم"٣.

٤- وذكر ابن الأثير عن رزين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قيل لعائشة: إن ناساً يتناولون، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر، فقالت: وما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر"٤.

٥- روى ابن بطة بإسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه قال: "لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة"٥.


١ـ سنن أبي داود ٢/٥١٦.
٢ـ هو رزين بن معاوية بن عمار العبدري، السرقسطي الأندلسي أبو الحسن إمام الحرمين نسبته إلى سرقسطة من بلاد الأندلس جاور بمكة زمناً طويلاً وتوفي بها، له تصانيف منها التجريد للصحاح الستة. انظر ترجمته في الرسالة المستطرفة ص/١٣٠-١٣١، شذرات الذهب ٤/١٠٦، الأعلام ٣/٤٦.
٣ـ جامع الأصول ٩/٤١١.
٤ـ جامع الأصول ٩/٤٠٨-٤٠٩، مسند عائشة للسيوطي ص/١٦٤، وعزاه لابن عساكر وذكره شارح الطحاوية ص/٥٣٠، وعزاه إلى مسلم وتعقبه الألباني بقوله: "هذا حديث غريب عندي وعزوه لمسلم أغرب فإني لم أقف عليه فيه بعد الاستعانة عليه بكل الوسائل الممكنة ... ثم تيقنت عدم وجوده فيه بعد أن فرغت منذ بضعة سنين من اختصار صحيح مسلم. والأمر كما قال الشيخ الألباني وهو عدم وجوده في صحيح مسلم فإني بحثت عنه قبل أطلع على كلام الشيخ الألباني هذا.
٥ـ ذكره شارح الطحاوية ص/٥٣٠، وانظر الشرح والإبانة لابن بطة ص/١١٩، فإنه أخرج الجزء الأول من قول ابن عباس هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>