للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسلكت وادي الأنصار وشعبها" أخبر أنه لا يفارق صحبتهم ولا يزال دارتهم"أ. هـ١.

وقال الإمام النووي: عند قوله صلى الله عليه وسلم: "لسلكت شعب الأنصار" قال الخليل: هو ما انفرج بين جبلين، وقال ابن السكيت٢: هو الطريق في الجبل وفيه فضيلة الأنصار ورجحانهم"أ. هـ٣.

وقال أيضاً عند قوله صلى الله عليه وسلم: "الأنصار شعار والناس دثار" معنى الحديث: الأنصار هم البطانة والخاصة والأصفياء وألصق بي من سائر الناس وهذا من مناقبهم الظاهرة وفضائلهم الباهرة"أ. هـ٤.

ومن خلال أقوال العلماء المتقدمة التي سقناها لبيان معنى الحديث المروي عن أنس وأبي هريرة وعبد الله بن زيد بن عاصم: تبين أنه اشتمل على مناقب عظيمة للأنصار لما تضمنه من الثناء البالغ عليهم من النبي صلى الله عليه وسلم وحسن أدبهم رضي الله عنهم في تركهم المماراة، والمبالغة في الحياء وبيان أن الذي نقل عنهم إنما كان عن شبانهم لا عن شيوخهم وكهولهم ولقد آثروا الآخرة على الدنيا، فقد زهدت نفوسهم عن حطام الدنيا الفاني ورضوا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً ومغنماً كما في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال لهم: "أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به" فقالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا"٥.


١ـ عارضة الأحوذي بشرح الترمذي ١٣/٢٦٦.
٢ـ هو يعقوب بن إسحاق أبو يوسف بن السكيت إمام في اللغة والأدب أصله من خوزستان بين البصرة وفارس، ولد سنة ست وثمانين ومائة وتوفي سنة أربعة وأربعين ومائتين، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ١٤/٢٧٣، وفيات الأعيان ٦/٣٩٠، هدية العارفين ٢/٥٣٦، الأعلام ٩/٢٥٥.
٣ـ شرح النووي على صحيح مسلم ٧/١٥٢.
٤ـ شرح النووي على صحيح مسلم ٧/١٥٢.
٥ـ صحيح مسلم ٢/٧٣٤ من حديث أنس رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>