للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- ومن مناقبهم رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أنهم من أحب الناس إليه، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه بإسناده إلى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيان ونساء مقبلين من عرس فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم ممثلاً١ فقال: "اللهم أنتم من أحب الناس إليّ، اللهم أنتم من أحب الناس إليّ" يعني الأنصار٢.

وعند الإمام البخاري: فقال "اللهم أنتم من أحب الناس إليّ" قالها ثلاث مرار٣.

وروى الإمام مسلم أيضاً بإسناده إلى أنس قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فخلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "والذي نفسي بيدي إنكم لأحب الناس إليّ" ثلاث مرات٤.

وعند الإمام البخاري رحمه الله تعالى بلفظ: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها صبي لها فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "والذي نفسي بيدي إنكم أحب الناس إليّ مرتين"٥.

فكونه عليه الصلاة والسلام بين أن الأنصار رضي الله عنهم من أحب الناس إليه وأقسم بمن نفسه بيده وهو الله ـ عز وجل ـ على ذلك لهو من أعظم مناقبهم رضي الله عنهم وأرضاهم، وهكذا يجب على المسلم أن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليه بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: قوله ـ يعني البخاري في صحيحه ـ: "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إليّ" هو على طريق الإجمال، أي: مجموعكم أحب إليّ من مجموع غيركم فلا يعارض قوله في الحديث: في


١ـ أي: مكلفاً نفسه ذلك ـ انظر فتح الباري ٧/١١٤.
٢ـ صحيح مسلم ٤/١٩٤٨.
٣ـ صحيح البخاري ٢/٣١٠.
٤ـ صحيح مسلم ٤/١٩٤٩.
٥ـ صحيح البخاري ٢/٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>