للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا عرضنا هذا التساؤل على روايات الفتنة، تطالعنا أسباب خمسة هي:

الأول: العمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سارّه بها، وبيَّنها عثمان رضي الله عنه يوم الدار، وأنها عَهْدٌ عُهِدَ به إليه وأنه صابر نفسه عليه (١).

الثاني: ما جاء في قوله: "لن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء"، أي كره أن يكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم

في أمته بسفك دماء المسلمين وقتال بعضهم بعضا (٢).

الثالث: علمه بأن البغاة لا يريدون غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه (٣).

الرابع: علمه بأن هذه الفتنة ستنتهي بقتله، وذلك فيما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند تبشيره إياه بالجنة على بلوى تصيبه، وأنه سيقتل


(١) انظر الحديث الصحيح الوارد في ذلك. الملحق الرواية رقم: [١١].
(٢) رواه أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر ١/ ١٩٦)، والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (١٤/ ٢٧٢)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٣٨٧ - ٣٨٨)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (٣/ ٧٠)، والهيثمي، مجمع الزوائد (٧/ ٣٢٩)، وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة" وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [١٧٠].
(٣) ابن أبي الدنيا، كتاب المحتضرين (ق ١٢ ب)، (كما في حاشية تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ٤٠٥)، بإسناد فيه بشار وهو ضعيف كثير الغلط، وفيه أيضاً يونس وفي روايته عن الزهري وهم قليل، انظر الملحق الرواية رقم: [١٧١].

<<  <  ج: ص:  >  >>