للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك يقول ابن سيرين: "إذا رآه في صورته" (١).

ولما قال كليب (٢) لعبد الله بن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال له: صفه لي، فوصفه له وذكر أنه يشبه الحسن بن علي، قال له: قد رأيته (٣).

وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم: قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره (٤).

وقيد الرؤيا الحقيقية على هذا النحو: القاضي أبوبكر بن العربي، فهو يرى أن ذلك لمن رآه على صورته المعروفة، وأما إذا رآه على خلاف صفته فإن رؤياه أمثال (٥).

ويقول المازري في اشتراط تطابق صورة المرئي مع صورة النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة: "وعلى ذلك جرى علماء التعبير، فقالوا: إذا قال الجاهل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المروية وإلا فلا يقبل منه" (٦).


(١) علقه البخاري في صحيحه (فتح الباري ١٢/ ٣٨٣) وستأتي شواهد له عن ابن سيرين.
(٢) كليب بن شهاب الجرمي والد عصام، قال عنه أبو داود: "كان من أفضل أهل الكوفة" (ابن حجر، الإصابة ٣/ ٣٢٣).
(٣) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١٢/ ٣٨٤)، وعزاه للحاكم وجوّد إسناده.
(٤) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١٢/ ٣٨٤) وصحح إسناده.
(٥) ابن حجر، فتح الباري (١٢/ ٣٨٤).
(٦) المصدر السابق (١٢/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>