فإذا تحقق الرائي من أن المرئي هو الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تطابقت الصورة التي رآها في المنام مع الصورة المعروفة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإن المرئي هو الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الرؤيا الحقيقية ليست كالرؤية المباشرة، فإن الثانية تثبت الصحبة للرائي، كما ينبني عليها أمور أخرى منها:
أ - أن يكون الوحي لم ينقطع، وهذا مخالف للواقع.
ب - ومنها أن يلزم الرائي ومن سمع رؤياه العمل بما يقتضيه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يَروي ويُخبر ويَحكي عن ربه، فهذا الرائي يذكر ما يذكره عن ربه ويحكي ما يحكيه عن ربه.
أما الأولى فلا تثبت الصحبة للرائي، كما لا يتعلق بها ما تقدم ذكره في الرؤية المباشرة والسماع المباشر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"من قال: ما رآه في المنام حقاً فقد أخطأ، ومن قال إن رؤيته في اليقظة بلا واسطة، كالرؤية بالواسطة المقيدة بالنوم فقد أخطأ، ولهذا يكون لهذه تأويل وتعبير دون تلك، وكذلك ما سمعه منه من الكلام في المنام، هو سماع منه في المنام، وليس هذا كالسماع في اليقظة"(١).
والرؤيا الحقيقية في اليقظة "تكون مطلقة وتكون مقيدة بواسطة المرآة والماء أو غير ذلك، حتى إن المرئي يختلف باختلاف المرآة، فإذا كانت كبيرة مستديرة، رئي كذلك، وإن كانت صغيرة أو مستطيلة رُئي