للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ذات يوم على حراء ومعه أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اهدأ فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد" (١).

وتحقق ما قاله صلى الله عليه وسلم فقد استشهد كل من عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير.

ولعلم النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع هذه الفتنة - بإخبار الله له -، ولشدة محبته لعثمان رضي الله عنه، وحرصه على مصالح الأمة بعده، دعاه - ذات يوم - وأخبره بأشياء تتعلق بهذه الفتنة التي ستنتهي بقتله، وحرص عليه الصلاة والسلام على سرِّيتها، حتى إنه لم يصل إلينا منها إلا ما صرح به عثمان رضي الله عنه أثناء الفتنة لما قيل له: ألا تقاتل؟ فقد قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ عهداً، وإني صابر نفسي عليه (٢).


(١) رواه مسلم في صحيحه (ص: ١٨٨٠، وأحمد، المسند (٢/ ٤١٩)، والترمذي في سننه، تحفة الأحوذي (١٠/ ١٨٦ - ١٨٧)، والنسائي في السنن الكبرى، كما في تحفة الأشراف (٩/ ٤١١). انظر الملحق الرواية رقم: [٣].
(٢) رواه أحمد، المسند (١/ ٥٧ - ٥٨، ٦٩)، وبتحقيق أحمد شاكر (١/ ٣٣٤، ٣٧٧) والترمذي، في سننه، تحفة الأحوذي (٥/ ٦٣١، ١٠/ ٢٠٩)، وابن ماجه، السنن (١/ ٤٢)، وفي مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (١/ ١٩) وابن سعد، الطبقات (٣/ ٦٦ - ٦٧)، وابن أبي شيبة، المصنف (١٥/ ٢٠٢)، والحميدي، المسند (١/ ١٣٠)، وابن حبان في صحيحه (الاحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ٩/ ٣٥)، وأبو نعيم، حلية الأولياء (١/ ٥٨)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٢٨٣ - ٢٨٥)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (٣/ ٥٩)، كلهم من طريق عائشة رضي الله عنها، وصححه الكتاني وأحمد شاكر والألباني. انظر الملحق الرواية رقم: [١١].

<<  <  ج: ص:  >  >>