للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له ابن عمر: لا، وقبل انصراف الرجل، بيّن له ابن عمر رضي الله عنهما أن عدم شهوده البيعة لا يعدّ عيباً فيه، بل منقبة له، فإن سبب تغيبه عنها هو أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى أهل مكة، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى يديه لعثمان (١) فَيَدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يد من بايع بيده.

وفي ذلك يقول أبو نعيم: "وأما بيعة الرضوان فلأجل عثمان رضي الله عنه وقعت هذه المبايعة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه رسولاً إلى أهل مكة لِمَا اختص به من السؤدد والدين، ووفور العشيرة، وأُخبِر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله، فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون له على الموت ليوافوا أهل مكة (٢).

فعدم حضور عثمان رضي الله عنه بيعة الرضوان يُعَدّ منقبة له وليس مثلبة فيه، ولكن القلوب الحاقدة قلبتها إلى مثلبة وعابته بها.

وتتلخص هذه المنقبة في أمور أربعة:

الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم اختاره لأداء تلك المهمة، وهذا دليل على فضله رضي الله عنه وصلاحيته لها.

الثاني: أنه من أهل بيعة الرضوان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بايع له بإحدى يديه


(١) صحيح البخاري، فتح الباري (٧/ ٥٤، ٣٦٣) والترمذي، السنن (٥/ ٦٢٩) وابن أبي شيبة، المصنف (١٤/ ٤٤٢ - ٤٤٣)، وأحمد، المسند، بتحقيق أحمد شاكر (٨/ ١٠١ - ١٠٢، ١٩٩، ٢٠٠) وأبوداود الطيالسي، المسند (٢٦٤)، ويعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٦٠)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٢٥٤ - ٢٥٦) وذكره المحبّ الطبري، الرياض النضرة (٣/ ٢٤ - ٢٥) وانظر: الملحق، الرواية رقم: [٢٢]
(٢) الإمامة (٣٠٤ بتحقيق) الدكتور علي ناصر فقيهي.

<<  <  ج: ص:  >  >>