للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولوا خيراً- فوالله ما فعل الذي فعل -أي في المصاحف- إلا عن ملأ منا جميعاً أي الصحابة … والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل (١).

وبعد اتفاق هذا الجمع الفاضل من خيرة الخلق، على هذا الأمر المبارك، يتبين لكل متجرد عن الهوى، أن الواجب على المسلم الرضا بهذا الصنيع الذي صنعه عثمان رضي الله عنه وحفظ الله به القرآن.

ولم يثبت أن ابن مسعود رضي الله عنه خالف عثمان في ذلك، وكل ما روي في ذلك ضعيف الإسناد، -حسب ما وقفت عليه من الروايات-.

كما أن هذه الروايات الضعيفة التي تتضمن ذلك، تثبت أن ابن مسعود رجع إلى ما اتفق عليه الصحابة في جمع القرآن، وأنه قام في الناس وأعلن ذلك، وأمرهم بالرجوع إلى جماعة المسلمين في ذلك.

وقال: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً، ولكن ينتزعه بذهاب العلماء، وإن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، فجامعوهم على ما اجتمعوا عليه، فإن الحق فيما اجتمعوا عليه … وكتب بذلك إلى عثمان (٢).

ولم يثبت أن عثمان رضي الله عنه خص مصحف ابن مسعود


(١) ابن أبي داود، المصاحف (٢٨ - ٣٠)، العلمية، ومن طريقه ابن عساكر (٢٤١ - ٢٤٢)، ورواه أيضاً من غير طريقه (٢٣٧ - ٢٣٩)، وإسناده صحيح، وقد صححه الحافظ ابن حجر (فتح الباري ٩/ ١٨، انظر الملحق الرواية رقم: [٤٤].
(٢) ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٢٣٩ - ٢٤٠) من رواية سيف بن عمر التميمي، وهو ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [٢٩٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>