كتاب الفروع وتصحيح الفروع

باب غسل الميت - فصل: ثم يغسل برغوة السدر رأسه - ج: 3 - ص: 302

عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ١، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ٢، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ"٣، قَالَ أَحْمَدُ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ: هُوَ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ يَأْخُذُ عَنْهُ؟ وَقَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ لا يعقل الحديث. وقال ابن المشرقي٤: لَا يَدْرِي الْحَدِيثَ. وَضَعَّفَهُ السَّاجِيُّ٥ وَالْأَزْدِيُّ٦. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ٧: دَارَتْ الْفُتْيَا عَلَيْهِ فِي زَمَانِهِ إلَى مَوْتِهِ، وَكَانَ مُولَعًا بِسَمَاعِ الْغِنَاءِ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَدْ قَالَ بَعْضُ مُتَأَخِّرِي الْأَصْحَابِ: كَوْنُ الْعِشْقِ شَهَادَةً مُحَالٌ، وَأَتَى بِمَا لَيْسَ بِدَلِيلٍ، وَمَا الْمَانِعُ مِنْهُ؟ وَهُوَ بَلْوَى مِنْ اللَّهِ، وَمِحْنَةٌ وَفِتْنَةٌ، صَبَرَ فِيهَا وَعَفَّ وَاحْتَسَبَ.

وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي "الْفُنُونِ": سُئِلَ حَنْبَلِيٌّ: لم كان جهاد النفس آكد

ــ

[تصحيح الفروع للمرداوي]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

١ هو: أبو عبد الله، عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار الأعرج، فقيه مالكي، وكان من أئمة العلم بالمدينة. "ت ١٨٥ هـ". "طبقات الفقهاء" ص ١٤٦، "ترتيب المدارك" ١/٢٨٦.
٢ هو: أبو يسار، عبد الله بن أبي نجيح يسار، مولى الأخنس بن شريق الصحابي، كان مفتي مكة بعد عطاء. "ت ١٣١ هـ" "طبقات الفقهاء" ص ٧٠، "سير أعلام النبلاء" ٦/١٢٥.
٣ تقدم تخريجه في الصفحة السابقة.
٤ في "س": "الشرقي"، وفي "ط": "ابن الشرفي". وهو: أبو الحسن، علي بن حسين بن عروة المشرقي، ويقال له: ابن زكنون، فقيه حنبلي، عالم بالحديث وأسانيده. "ت ٨٣٧ هـ" "الضوء اللامع" ٥/٢١٤.
٥ هو: أبو يحيى، زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي، محدث البصرة، له مصنف جليل في علل الحديث. "ت ٣٠٧ هـ". "السير" ١٤/١٩٧.
٦ هو: أبو الفتح، محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي، الموصلي، صنف كتبا في علوم الحديث. "ت ٣٦٧ هـ". "تاريخ بغداد" ٢/٢٤٣، "تذكرة الحفاظ" ٣/٩٦٧.
٧ في الانتقاء ص ٧٥.