من دلائل الخير والشر دل ذلك على السلطان وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله فمن صعد إليها بسلم أو بحبل نال من الملك رفعة وعنده حظوة وإن صعد إليها بلا سلم ولا حبل ناله خوف شديد من السلطان ودخل في غرور كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه وإن كان ضميره استراق السمع ليتجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله أو قصره ليسرقه وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر وإن عاد إلى الأرض نجا مما دخل وإن سقط من مكانه عطب في حاله على قدر ما آل أمره إليه في سقوطه وما انكسر له من أعضائه وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته وصعدت روحه كذلك إلى السماء وإن رجع إلى الأرض بلغ الضر فيه غايته ويئس من أهله ثم ينجو إن شاء الله تعالى إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً سقط في بئر أو حفرة ثم لم يخرج فإن ذلك قبره الذي يعود فيه بعد رجوعه وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تصعد أرواحهم إليها وإن رأى أن الناس يرمون من أبواب السماء بسهام فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون فتحت أبوابه عليهم وإن كانت السهام تجرح وكل من أصابته أسالت دمه فإنها مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه وإن كان قصدها إلى الإسماع والإبصار فهي فتنة تطيش سهامها يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره وإن كانت تقع عليهم بلا ضرر فيجمعونها ويلتقطونها فغنائم من عند الله تعالى كالجراد وأصناف الطير أو المن أو غنائم وسهام كسب السلطان أو نحوه في جهاد أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه وأما الدنو من السماء فيدل على القرب من الله تعالى وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي يقبل دعاؤه ويستجاب له وربما دلا ذلك على الدنو والقرب من الإمام والسلطان والعالم والوالد والزوج والسيد وكل من هو في يقظته والسقوط من السماء إلى الأرض ربما دل على هلاك السلطان إن كان مريضاً وعلى قدومه إلى تلك الأرض إن كان مسافراً وقد يعود ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو سيد أو زوج ونحوهما وسقوط السماء قد يدل على الأرض الجدبة وإن كان الناس يدوسونها بالأرجل بعد سقوطها وهم خادمون أو كانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال فإنها مطرة عظيمة الشأن نافعة والعرب تسمي المطر سماء لنزوله من السماء ومن سقطت السماء عليه خاصة أو على أهله دل على سقوط سقف بيته وإن كان من سقطت عليه السماء مريضاً في اليقظة مات ومن صعد إلى السماء فدخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله تعالى ونال مع ذلك شرفاً وذكراً.
- (ومن رأى) أنه في السماء فإنه يأمر وينهي.
- (ومن رأى) أنه صعد إلى السماء لينظر إلى الأرض فإنه ينال رفعة ويأسف على شيء فاته فإن رأى أنه في السماء الدنيا وكان للوزارة أهلاً نال الوزارة أو دخل في عمل وزير لأن السماء الدنيا موضع القمر والقمر في التأويل الوزير وإن رأى أنه في السماء الثانية فإنه ينال أدباً يتعلم الناس منه وفطنة وكتابة ورئاسة لأن السماء الثانية لعطارد وإن رأى أنه في السماء الثالثة فإنه ينال نعمة وجواري وحلياً وفرحاً وسروراً ويستغني ويتنعم لأن السماء الثالثة للزهرة وإن رأى أنه في السماء الرابعة نال ملكاً وسلطنة وهيبة أو دخل في عمل ملك أو سلطان لأن السماء الرابعة للشمس وإن رأى أنه في السماء الخامسة نال ولاية الشرطة أو قتالاً أو تلصصاً أو دعارة لأن السماء الخامسة للمريخ وإن رأى نفسه في السماء السادسة فإنه يرزق فقهاً وقضاء وزهداً وعبادة ويكون حازماً في الأمور مدبراً وخازن الملك لأن السماء السادسة للمشتري.
- (ومن رأى) أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقاراً أو أرضين ووكلاء وفلاحين في عيش طويل لأن السماء السابعة لزحل فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه الرتب والمنازل أهلاً فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه فإن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك فإن رأى أنه فوق السماء فإنه يموت ويرجع إلى الآخرة فإن رأى أن السماء اخضرت فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة فإن اصفرت فإنه يدل على الأمراض فيها فإن رأى أنها من حديد فإنه يقل المطر فيها فإن رأى أنه خر منها فإنه يكفر أو تصيبه آفة من قبل رجل ظلوم فإن انشقت وخرج منها شيخ فإنه جد لأهل تلك الأرض ونيلهم خيراً وخصباً وألفة وسروراً فإن خرج شاب فإنه عدو يظهر ويسيء إلى أهل تلك المواضع وتقع بينهم عداوة وتفريق وإن خرج غنم فإنه غنيمة وإن خرج إبل فإنهم