للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما بالإنجليزية، ثمَّ تُرجِمَ إلى العربية بعنوان: " مفتاح كنوز السُنَّة ". والآخر " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي " (١) الذي فهرس " الكتب الستة "، و " الموطأ "، و " مسند أحمد "، و " الدارمي "، وقد اكتشفتُ أخطاء جسمية جَمَّةً ومتنوِّعة في هذا الكتاب، فيما يخصُّ " صحيح مسلم " وحده، وأَوْرَدْتُ نماذج دون استقصاء في سبعة أنواع، بلغت مجموعها «٤٧٩» يطول الكلام في ذكرها (٢).

هذا المُسْتَشْرِق يقول (٣): لقد تطورت الأفكار، وكذلك العمل، بعد وفاة محمد - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعدَّة عقود، وهذا التطور منح القادة الرُوحيِّين فرصة لبيان روح الإسلام في الأحاديث، ومن أهمِّها على الإطلاق، حديث «العقيدة والشهادة» و «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ» (٤).

ويُعلِّقُ الدكتور الأعظمي على ذلك قائلاً: والدليل على وضع الحديثين - في نظر فَنْسَنْكْ - بعد وفاة النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعدَّة قرون هو الآتي:

لم يكن لدى النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أيه صيغة يجب الإتيان بها لمن يدخل في كنف الإسلام، وعندما التقى المسلمون بالمسيحيِّين في الشام، ووجدوا عند النصارى كلمة شعروا بحاجة إلى شيء يماثلها، فاستخرجوا روح الإسلام في شكل هذين الحديثين، وبما أنَّ هذا الحديث يشتمل على الشهادتين، لذلك لا يمكنه أنْ يقبل أنَّ هذا الحديث صادر عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -!.

ويعرف «فَنْسَنْكْ» جيِّداً أنَّ الشهادتين جزء من التشهُّد الذي يقرأ في نهاية كل ركعتين في الصلاة، وكان من المفروض أنْ يُعَدِّلَ نظريته، لكنه ادَّعَى أنَّ الصلاة نفسها وصلت إلى شكلها النهائي بعد وفاة النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (٥)، ومن الغريب جِدًّا أنَّ


(١) انظر كتابنا " الفهارس ومكانتها عند المحدثين ": ص ٣١٥ وما بعدها. ذات السلاسل - الكويت ١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م.
(٢) انظر كتابنا " أَضْوَاءٌ عَلَى أَخْطَاءِ المُسْتَشْرِقِينَ "، در القلم - الكويت ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م.
(٣) " دراسات في الحديث النبوي ": ص ٤٦٠، ٤٦١ بتصرف.
(٤) انظر المرجع الأصلي في المرجع السابق.
(٥) انظر المرجع الأصلي في المرجع السابق.

<<  <   >  >>