للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا كله تناقض عجيب يدعو إلى العجب، تدحضه الحقائق التي ذكرناها عن مفهوم السُنَّة والحديث!

ولسنا في حاجة إلى الحديث عن كتابة الأحاديث (١)، والإذن في الكتابة (٢)، والأقوال في الجمع بينهما (٣)، والراجح من الأقوال (٤)، حتى لا يطول بنا الحديث.

مزاعم المُسْتَشْرِقِينَ:

وأما عن مزاعم المُسْتَشْرِقِينَ في هذا المقام (٥)، فحسبنا أنْ ننقل قول الدكتور سزكين (٦):

ونرى لزاماً علينا أنْ نُنَبِّهَ إلى أنَّ جُولْدْتسِيهِرْ لم يدرس كُتُبَ علم أصول الحديث دراسة شاملة، رغم أنه عرف قسماً منها وما يزال مخطوطاً إلى ذلك الوقت، وفوق هذا يبدو لنا أنه لم ينظر - رغم كثرة مصادره - إلى بعض المعلومات في سياقها وفي ضوء ظروفها، ويبدو لنا - كذلك - أنه لم يصب في فهم المواضع التي قد تعطي - لأول وهلة - دلالة تختلف عن معناها الحقيقي اختلافاً أساسياً.

وعلى كل حال فقد مَرَّتْ مكتبة الحديث بالمراحل التالية: أ - كتابة الحديث .. ب - تدورين الحديث .. جـ - تصنيف الحديث .. ولقد عرف فون


(١) انظر: " مسلم ": ٥٣ - الزهد ٧٢ (٣٠٠٤)، و " الدارمي ": ١/ ١١٩، و " أحمد ": ٣/ ١٢، ٢١، ٣٩ و" الحاكم ": ١/ ١٢٦ - ١٢٧، و " جامع بيان العلم ": ١/ ٦٣.
(٢) انظر: " البخاري ": ٤٥ - اللقطة (٢٤٣٤)، و " مسلم ": ١٥ - الحج ٤٤٧ (١٣٥٥)، و " أحمد " (٦٥١٠) (٧٢٤١) تحقيق أحمد شاكر، و " أبو داود ": (٢٠٠١)، (٣٦٣٢) " عون المعبود "، و " الدارمي ": ١/ ١٢٥، و " الحاكم: ١/ ١٠٥ - ١٠٦، و " ابن عبد البر ": ١/ ٧١.
(٣) انظر: " تأويل مختلف الحديث ": ص ٢٨٦ وما بعدها، و " فتح الباري ": ١/ ٢٠٨.
(٤) انظر: " فتح الباري ": ١/ ٢٠٧ و " الباعث الحثيث ": ص ١٣٣، و " السُنَّة قبل التدوين ": ص ٣٥٢ وما بعدها، و " مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة " و " كُتَّاب النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "، و " عُمدة القاري " ٢/ ١٢٩، و " توجيه النظر: ص ٧، و " السُنَّة ومكانتها ": ص ١٠٣ وما بعدها.
(٥) انظر: " السُنَّة قبل التدوين ": ص ٣٧٦ وما بعدها، و " منهج النقد في علوم الحديث: ص ٤٩ - ٥٠، و " علوم الحديث ومصطلحه ": ص ٢٣ - ٣٠.
(٦) " تاريخ التراث العربي ": ١/ ٨٩.

<<  <   >  >>