للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القاهرة، والشيخ محمد البنا مفتي الإسكندرية (١٥) والشيخ علي البقلي، والشيخ خليل الرشيدي، وغيرهم. وأثناء إقامته بالأزهر حج ابن العنابي ثلاث مرات. وفي سنة ١٢٤٥ أرسل حسين باشا يطلبه إلى الجزائر، وأرسل له سفينة مخصوصة فتوجه بها إليه (١٦) ولما وصل أراد الدخول على الباشا فصادف دخول مفتي الجزائر (١٧) فسبقه ابن العنابي في الدخول، فتغير منه المفتي وقال إنه خالف بذلك الرسوم، فبلغ ذلك الباشا فقال إنه يستحق التقدم عليه، وعزل المفتي وولاه هو مكانه، فأقام على ذلك سنة، وهي السنة التي كان فيها أيضا الشيخ مصطفى الكبابطي قاضيا (١٨).

وفي سنة ١٢٤٦ احتل الفرنسيون الجزائر، وأثناء الحرب مع حسين باشا ولاه هذا رئيسا على عساكر الجزائر، فغزا ابن العنابي في الفرنسيين أياما (١٩) وبعد


(١٥) سيأتي أن محمد البنا هو الذي خلف ابن العنابي في وظيفة الفتوى بالإسكندرية بعد أن غضب الخديوي عباس على ابن العنابي.
(١٦) حسب مخطوط رقم ٥٢٩ المكتبة الوطنية - تونس، إن ابن العنابي حل بتونس أواخر سنة ١٢٤٤، وغادرها إلى الجزائر أوائل سنة ١٢٤٥ وبذلك يكون تعبير عبد الحميد بك غير دقيق. وإذا صحت رواية عبد الحميد بك، فإن مكانة ابن العنابي لدى باشا الجزائر كانت مكانة سامية. ولعله بذلك يريد استرضاءه بعد ان بقى حوالي تسع سنوات في مصر غاضبا أو مغضوبا عليه سياسيا. وقد ثبت ان الباشا كان في حاجة إلى ابن العنابي كما سنرى.
(١٧) يقصد المفتي الحنفي بدليل ما سيأتي. وقد كان عندئذ (١٢٤٥) هو الشيخ أحمد بن عمر ابن مصطفى. وليتأمل القارىء رأي حسين باشا في ابن العنابي.
(١٨) تولى مصطفى الكبابطي عدة وظائف منها القضاء والإفتاء المالكي زمن الفرنسيين ايضا. وقد نفوه فحل بالإسكندرية ضيفا على صديقه ومواطنه المنفي مثله: ابن العنابي، سنة ١٨٤٣، وقد سعى له ابن العنابي لدى محمد علي فعين للكبابطي راتبا شهريا. أنظر دراستنا (قضية ثقافية بين الجزائر وفرنسا: موقف المفتي الكبابطي من اللغة والأوقاف) في كتابنا (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر) ج:٢، ١٩٨٥.
(١٩) لا شك ان ذلك كان لثقة حسين باشا في ابن العنابي. وكان تعيينه لرفع الروح المعنوية بالدعوة إلى الجهاد وليس كفاءته العسكرية، فهو قبل شيء رجل دين وفكر لا رجل حرب =

<<  <   >  >>