(١٦) حسب مخطوط رقم ٥٢٩ المكتبة الوطنية - تونس، إن ابن العنابي حل بتونس أواخر سنة ١٢٤٤، وغادرها إلى الجزائر أوائل سنة ١٢٤٥ وبذلك يكون تعبير عبد الحميد بك غير دقيق. وإذا صحت رواية عبد الحميد بك، فإن مكانة ابن العنابي لدى باشا الجزائر كانت مكانة سامية. ولعله بذلك يريد استرضاءه بعد ان بقى حوالي تسع سنوات في مصر غاضبا أو مغضوبا عليه سياسيا. وقد ثبت ان الباشا كان في حاجة إلى ابن العنابي كما سنرى. (١٧) يقصد المفتي الحنفي بدليل ما سيأتي. وقد كان عندئذ (١٢٤٥) هو الشيخ أحمد بن عمر ابن مصطفى. وليتأمل القارىء رأي حسين باشا في ابن العنابي. (١٨) تولى مصطفى الكبابطي عدة وظائف منها القضاء والإفتاء المالكي زمن الفرنسيين ايضا. وقد نفوه فحل بالإسكندرية ضيفا على صديقه ومواطنه المنفي مثله: ابن العنابي، سنة ١٨٤٣، وقد سعى له ابن العنابي لدى محمد علي فعين للكبابطي راتبا شهريا. أنظر دراستنا (قضية ثقافية بين الجزائر وفرنسا: موقف المفتي الكبابطي من اللغة والأوقاف) في كتابنا (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر) ج:٢، ١٩٨٥. (١٩) لا شك ان ذلك كان لثقة حسين باشا في ابن العنابي. وكان تعيينه لرفع الروح المعنوية بالدعوة إلى الجهاد وليس كفاءته العسكرية، فهو قبل شيء رجل دين وفكر لا رجل حرب =