للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عندئد (٦). وبعد أشهر ولي القضاء ثانية سنة ١٢١٠ وبقي فيه ثلاث سنوات. ولما مات مفتي الجزائر سنة ١٢١٣ (٧) ولوه هو الفتوى فبقي في هذا المنصب يفتي على مذهب المالكية (٨) إلى سنة ١٢٣٦ حين عزم على الحج هو ووالده (٩) مع محمد أفندي أخي حسين باشا والي الجزائر (١٠) وفي أثناء حضورهم في الطريق حصل بين والد ابن العنابي ومحمد أفندي تشاحن وخصام (١١)، وحين وصلوا الإسكندرية بقي الشيخ ابن العنابي مع والده بها.

وبعد مدة لم يحددها عبد الحميد بك، توجه ابن العنابي من الإسكندرية إلى الجامع الأزهر. وقد أقام به يدرس ويفيد (١٢) وانتفع به علماء الأزهر فضلا عن طلابه وذلك خلال تسع سنوات (١٣) ومن الذين اخذوا عنه خلال ذلك:

إبراهيم السقا (١٤) والشيخ ممد الكتبي والشيخ أحمد التميمي الخليلي مفتي


(٦) والي الجزائر عندئد هو حسن باشا (١٧٩١ - ١٧٩٧).
(٧) مفتي الجزائر الحنفي عندئذ هو محمد بن عبد الرحمن الذي تولى سنة ١٢٠٤.
(٨) كذا، والظاهر ان هذا سبق قلم فقط، لأن ابن العنابي (وعائلته) كان حنفيا، وتولى الفتوى على مذهب أبي حنيفة سواء في مصر أو في الجزائر.
(٩) يؤكد ابن العنابي حج والده سنة ١٢٣٦ حين ذكر وفاته عند بحر السويس ودفنه بالقرب من بلد القصير عند منصرفه من الحج، ولم يذكر شيئا عن حجه هو معه ابو بمفرده.
(١٠) يفهم من هذا ومما يليه ان حج ابن العنابي كان ضمن وفد رسمي.
(١١) لا ندري إن كان الخصام قد وقع اثناء الرجوع إلى الحج او العودة منه. والظاهر الاحتمال الأول لوفاة والد ابن العنابي اثناء الرجوع من الحج، كما سبق، عند السويس. ولكن كلام عبد الحميد بك الموالي يفهم منه العكس، وهو غير صحيح لأن والد ابن العنابي قد توفي قبل الوصول إلى الإسكندرية.
(١٢) هذه نقطة غامضة من حياة ابن العنابي. لماذا اختار الإقامة في مصر وقد جاء حاجا فقط، وكان في بلاده متوليا وظائف رسمية؟ هل كان خائفا من أمر يحدث في الجزائر لو رجع إليها؟ الظاهر هو ذلك كما يوضحه ما سيأتي من كون حسين باشا قد أرسل في طلبه واسترضاه. وهل أغرته حياة مصر ((المتفتحة)) عندئذ بالبقاء حيث وجد مجالا مناسبا لأفكاره أكثر من مجال بلاده ((المنغلقة))؟
(١٣) نعرف انه خلال هذه السنوات ألف كتابه (السعي المحمود)، وبالضبط سنة ١٢٤٢.
(١٤) وهو الذي اختصر كتاب شيخه وسماه (بلوغ المقصود ..).

<<  <   >  >>