للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصفحات التي كتبناها عنه والتي رجعنا فيها إلى مصادر معاصرة وغير معاصرة، من امثال (مرآة) حمدان خوجة، و (حوليات) ديرينو، ورسائل الكبابطي.

ولا بأس، بعد أن عرفت ذلك ان تقرأ هذه السطور التي كتبها عبد الحميد بك بمصطلحات عصره (١): فهو يقول عنه ما خلاصته: العلامة الشيخ محمد الجزائري الحنفي ابن السيد محمود بن محمد بن حسين بن مجمد أفندي الإزميلتي (٢)، ولد بالجرائر سنة ١١٩٠ (٣) وحضر بها المعقول والمنقول، على علماء العصر، كوالده محمود وابن الأمين علي (٤)، والشيخ محمد جكيكن. وخلافهم من العلماء الأعلام، ((لم يحضرني أسماءهم (كذا)))، وبها نشأ وتخرج.

وفي سنة ١٢٠٨ تولى بها (الجزائر) القضاء وهو ابن ثماني عشرة منة. وبقي فيه سنتين. ثم عزل نفسه منه لأمر مخالف للشرع (٥)، ألزمه بفعله والي الجزائر


(١) توفي عبد الحميد بك سنة ١٢٨٠ (١٨٦٣)، ولا نعرف أن كتابه قد نشر، كما لا نعرف عن حياته شيئا آخر سوى أن والده، خليل أفندي، كان من الروم إيلي، وعاش في إسطانبول، وأصبح صاحبا وصهرا لمحمد علي والي مصر، وتولى بها وظائف إدارية. وقد حصلنا نحن على كتابه (تاريخ عبد الحميد بك) من ليدن بشراء صورة شريطية منه (ميكرو فيلم)، وهو كتاب في تراجم أهل القرن ١٩م.
(٢) كذا، ولعلها الإزميرلي (من إزمير)، وقد وجدت في مقامة (إعلام الأحبار) لأحمد ساسي البوني، ان عائلة العنابي تعود إلى جنينا الألبانية - بنسبما هكذا: الجنيني. فإذا صح هذا فإن أصول هذه العائلة وعائلة محمد علي واحدة، أي ألبانية. كذلك وجدنا نسبة أخرى لعائلة ابن العنابي، وهي التركماني. أنظر فقرة (أسرته) من هذا الكتاب: وكذلك كتابنا (تجارب في الأدب والرحلة) ص ٩٤.
(٣) أي بمدينة الجزائر، ولكن التاريخ غير مضبوط، فقد ضبطه ابن العنابي نفسه بسنة ١١٨٩. انظر إجازته لمحمد بيرم الرابع في هذا الكتاب.
(٤) هو علي ابن الأمين وكان من أبرز مفتيي الجزائر أواخر العهد العثماني وقد توفي سنة ١٢٣٦. وكثيرا ما ذكره ابن العنابي وذكر إجازته له.
(٥) يقصد أن ابن العنابي قد استقال من وظيفته حتى لا يخالف حكم الشرع فإذا صح هذا فإن ابن العنابي يكون ذا شخصية قوية منذ صغره. ومن لنا بمثل هذا الموقف في عصر الخوف والطمع الذي أذل رقاب العلماء للحكام الظلمة؟.

<<  <   >  >>