للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنصب، وقد عرفنا أن قريبه الجد الأعلى لابن العنابي كان قد تولى الفتيا عدة مرات في مدينة الجزائر.

وتثقف مصطفى بن رمضان العنابي بثقافة عصره في عنابة ومدينة الجزائر، وفي الأخيرة درس على العالم الجزائري المغربي محمد بن محمد بن شقرون ابن أحمد المقري التلمساني ولازمه أكثر من اثني عشر سنة. ومما درس عليه كتب الحديث (شمائل الترمذي، وصحيح البخاري) والتوحيد، والمنطق، والأصول وعلم التصوف، وغير ذلك. وفي آخر المطاف، وعند بلوغ شيخه سن التقاعد طلب منه الإجازة، على العالة الجارية عندئذ، فأجازه الشيخ محمد بن شقرون، سنة ١٠٨٧ هـ (١١).

وممن أجازوا مصطفى بن رمضان أيضا محمد الطيب بن عبد القادر الفاسي عند مجيئه إلى الجزائر في الوفد المغربي سنة ١١٠٣ هـ وقد سماه الفاسي (الفقيه النبيه العلامة الدراكة المشارك النحرير أبو الخير مصطفى بن رمضان الحنفي الشهير بالعنابي) وتبلغ الأرجوزة التي أجازم بها حوالي سبعين بيتا، وقد جاء فيها:

أقول مجيبا مفصحا بلساني ... أجزت الفقيه المصطفى التركماني (١٢)

ونستنتج من هذه الإجازة أن المجاز كان مشهورا (بالعنابي) نسبة إلى عنابة كما اشتهر صاحب كتاب السعي المحمود بعد ذلك (بابن العناب) كما نستنتج منها أن مصطفى بن رمضان كان من أصل تركماني أو (تركي). وقد اشتهر مصطفى بن رمضان، الذي يرد اسمه كثيرا بين علماء الجزائر


(١١) الإجازة وخبرها موجودان في المخطوط رقم ١٥ بجامع البرواقية، وقد أرخ مصطفى العنابي لوفاة شيخه بعام ١٠٨٧ وقال إنه توفي بعد أن كتب ورقتين من المسوة ودفن بمدينة الجزائر خارج باب الواد. غير أن ابن العنابي ذكر في إجازته لمحمد بيرم الرابع أن ابن شقرون قد توفي سنة ١٠٨٤ (أنظر الإجازة في آخر الكتاب).
(١٢) رسالة البوعبدلي الى المؤلف.

<<  <   >  >>