قال: ما رأيت ما أنت فيه أشيء لم تزل فيه؟ أم شيء أنت صار إليك ميراثا من غيرك , وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك كما صار إليك ميراثا من لدن غيرك؟
قال: فكذلك هو.
قال: أفلا أراك إنما أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا وتغيب عنه طويلا وتكون غدا لحسابه مرتهنا.
قال: ويحك فأين المهرب وأين المطلب؟
قال: إما أن تقيم في ملكك تعمل فيه بطاعة ربك على ما ساءك وسرك ومضك وأرمضك وأمَّا أن تضع تاجك وتضع أطمارك وتلبس أمساحك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك، قال: فإذا كان بالسحر فأقرع علي بابي فإذا مختار أحد الرأيين، فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا لا يعصى وإن اخترت خلوات الأرض وقفر البلاد كنت رفيقا لا تخالف قال: فقرع عليه بابه عند السحر فإذا هو قد وضع تاجه ووضع أطماره ولبس أمساحه , وتهيأ للسياحة , قال: فلزما والله الجبل حتى أتتهما آجلهما , وهو حيث يقول , أخو تميم عدي بن سالم المرئي العدوي: