للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: تم الله عليك يا أمير المُؤْمِنين نعمه وسوغكها بشكره وجعل ما قلدك من هذا الأمر رشدا وعاقبة ما يؤول إليه حمدا خلصه لك بالتقى وكثره لك بالنماء ولا كدر عليك منه ما صفا , ولا خالط مسورة الردي , فقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا إليك يقصدون في أمورهم وإليك يفزعون في مظالمهم , وما أجد يا أمير المُؤْمِنين جعلني الله فداك شيئا هو أبلغ في قضاء حقكم وتوقير مجلسك مما منَّ الله علي من مجالستك والنظر إلى وجهك من أن أذكرك نعم الله عليك وأنبهك لشكرها , وما أجد يا أمير المُؤْمِنين شيئا هو أبلغ من حديث من سلف قبلك من المملوك , فإن أذن لي الأمير المُؤْمِنين أخبرته عنه.

قال: فاستوى جالسا , وكان متكئا , ثم قال: هات يا بن الأهتم فقلت: يا أمير المُؤْمِنين إن ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عمنا هذا إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وَسْمِيه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زينتها من نور ربيع مونق فهي في أحسن منظر وأحسن مستنظر وأحسن مختبر بصعيد كان ترابه قطع الكافور , حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب قال: وقد كان أعطى فتى السن مع الكثرة والغلبة والقهر قال: فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه: ها لمن هذا؟ هل رأيتم مثلا لما أنا فيه؟ أم هل أعطى أحد مثل ما أعطيت!؟.

قال: وعنده رجل من بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومنهاجه، قال: ولن تخل الأرض من قائم لله بحجته في عباده فقال: أيها الملك إنك قد سألت عن أمر فتأذن بالجواب عنه؟ قال: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>