للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه». (١)

فدلت هذه النصوص على تفضيل ليلة القدر على غيرها من ليالي السنة وتفضيل العمل فيها مطلقا، على سائر الأعمال، ويتأكد من ذلك القيام لورود النص الخاص به والله أعلم.

٧ - يوم عرفة:

أخرج الإمام مسلم من حديث عائشة قالت: إن رسول الله قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء». (٢) وأخرج الترمذي عن عمر بن شعيب عن جده عن النبي قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة … » (٣) الحديث.

قال ابن عبد البر في شرحه: «وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره». (٤)

فدل الحديثان على تفضيل هذا اليوم، وتفضيل العمل فيه خصوصاً الدعاء كما دل على ذلك الحديث، كما جاءت السنة بمشروعية صيامه على ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة عن النبي أنه قال: « … صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». (٥)

وقد اختلف أهل العلم في صيامه للحاج بعد اتفاقهم على مشروعية صيامه


(١) صحيح البخاري مع الفتح (٤/ ٢٥٠) (٢/ ٢٠١٤) وصحيح مسلم (١/ ٥٢٤).
(٢) صحيح مسلم (٢/ ٨٩٢) ح: (١٣٤٨).
(٣) تقدم تخريجه ص: ٨٩.
(٤) التمهيد (٦/ ٤١)
(٥) صحيح مسلم (٢/ ٨١٨) ح: (١١٦٢).

<<  <   >  >>