للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: «تخرج نار من حضرموت أو بحضرموت فتسوق الناس». قلنا: يا رسول الله ما تأمرنا؟ قال: «عليكم بالشام». (١)

فدلت النصوص على فضل هذه البلدان الثلاثة وفضل سكانها، وما يحصل به من البركة في الرزق، والعصمة من بعض الفتن، كالعصمة من فتنة الدجال ممن لزم مكة والمدينة فإن الدجال لا يدخلها (٢) والفرار إلى الشام في آخر الزمان، عند خروج النار من حضر موت قبل قيام الساعة، كما أرشد إلى ذلك النبي ، وكذلك فضل من صبر على لأواء المدينة، وما يرجى له من شفاعة النبي .

وأما فضل العمل في هذه البلدان الثلاثة، باستثناء المساجد الثلاثة المفضلة فيها، - فلم أقف فيه على نص سوى، حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس مرفوعا: «من أدرك رمضان بمكة، فصام وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان … ». (٣) وهذا الحديث ضعفه العلماء فلا حجة فيه. (٤)

وإنما ذكر أهل العلم أن العمل يفضل في هذه البقاع لشرفها، من غير أن يذكروا دليلا خاصا على هذا.

قال ابن رجب : «واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب، منها شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحَرَم». (٥)


(١) أخرجه أحمد (٨/ ١٣٤) ح: (٤٥٣٦)، قال المحققون: إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (٤/ ٤٩٨) ح: (٢٢١٧)، وقال:» هذا حديث حسن غريب صحيح «.
(٢) وردت بذلك عدة أحاديث في الصحيحين انظر: صحيح البخاري مع الفتح (٤/ ٩٥) ح (١٨٧٩ - ١٨٨٢)، وصحيح مسلم (٤/ ٢٢٦٥) ح (٢٩٤٣).
(٣) سنن ابن ماجه (٢/ ١٠٤٠) ح (٣١١٧).
(٤) قال ابن رجب:» إسناده ضعيف «لطائف المعارف (ص: ٢٨٥)، وذكر الألباني أنه موضوع. ضعيف سنن ابن ماجه (ص: ٢٤٥).
(٥) لطائف المعارف (ص: ٢٨٥).

<<  <   >  >>