للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرفة، وعاشوراء، والأيام البيض من كل شهر، والاثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام ستة أيام من شوال، كما صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله (١) وكذلك صيام محرم وقد ثبت أن صيامه أفضل الصيام بعد رمضان، لما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم … ». (٢)

قال ابن رجب : «وهذا الحديث صريح، في أن أفضل ما تُطُوِعَ به من الصيام بعد رمضان، صوم شهر الله المحرم، وقد يحتمل أن يراد أنه أفضل شهر تطوع بصيامه كاملا، بعد رمضان، فأما بعض التطوع ببعض الشهر، فقد يكون أفضل من بعض أيامه، كصيام يوم عرفة، أو عشر ذي الحجة، أو ستة أيام من شوال ونحو ذلك». (٣)

ومما رغب فيه من الأعمال أيضاً في بعض الأوقات العمرة في رمضان لما أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس أن النبي قال لأم سنان الأنصاري: «عمرة في رمضان تقضي حجة معي». (٤) وفي رواية: «تعدل حجة». (٥)

فالتقرب إلى الله بهذه الأعمال في أوقاتها الفاضلة أفضل من التقرب بها في غيرها من الأوقات، وإن كان المتقرب بها في غير أوقاتها الفاضلة مأجور على عمله، لم يخرج عن السنة، لأن هذه العبادات مطلقة، بخلاف القسم الأول فإن العبادات فيه مقيدة بأوقات مخصوصة لا تخرج عن وقتها إلا لعذر، فتؤدى على سبيل القضاء، كقضاء صلاة الليل والوتر في النهار، لمن عرض له عارض في الليل من نوم أو مرض، فينبغي التنبه لهذا الفرق بين القسمين.


(١) انظر الأحاديث في ذلك في الصفحات: ١٥٦ - ١٦١، من هذا الكتاب.
(٢) صحيح مسلم ٢/ ٨٢١ ح (١١٦٣).
(٣) لطائف المعارف ص ٧٧.
(٤) صحيح البخاري مع الفتح ٤/ ٧٢ ح (١٨٦٣) ومسلم ٢/ ٩١٧، ٩١٨.
(٥) أخرجها البخاري، الصحيح مع الفتح ٣/ ٦٠٣ ح (١٧٨٢) ومسلم ٢/ ٩١٧ ح (١٢٠٦).

<<  <   >  >>