للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ودرجة المتابعة الكاملة المستحبة المؤثرة في كمال العمل وفضله.

على ما تم عرضه وبيانه من خلال النصوص وكلام أهل العلم في ذلك.

وأما المتابعة العامة:

فهي المتابعة الكاملة لهدي النبي العام في كل أحواله، وبابها واسع جداً يصعب في هذا المقام حصره، وحقيقتها امتثال الشرع كله، ولا سبيل لتحقيقها إلا بكمال الفقه في الدين، وقوة العزيمة على العمل، مع توفيق الله للعبد وإعانته، وليس لمثلي من أهل التفريط والنقص، الحديث عن هذه الدرجة العالية الرفيعة، لولا أن البحث قادني إليها، ولذا فإني أذكر الأصول العامة التي عليها مدار هذه الدرجة بحسب ما وقفت عليه من النصوص، وكلام أهل العلم فيها، وأما تفاصيل جزئياتها: فالمرجع فيه العلماء العاملون، والفقهاء الراسخون، والعباد المثابرون الذين ذاقوا حلاوتها، ونقلهم الله إلى أعتاب مرتبتها.

فأقول مستعيناً بالله إن مدار هذه الدرجة على عدة أصول:

الأصل الأول: المتابعة للنبي في الشمول في العبادة، بحيث لا يشتغل بنوع دون آخر، بل يجمع بين كل أنواع العبادات، ويضرب بسهم مع كل طائفة من أصحاب الطاعات.

وجماع ذلك التقرب إلى الله تعالى بكل شعب الإيمان القلبية، والعملية، والقولية، وهي بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. (١)

قال ابن القيم في وصف حال المتعبدين التعبد المطلق: «وصاحب


(١) انظر الحديث في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا ١/ ٦٣، بلفظ «الإيمان بضع وسبعون شعبة» وفي رواية «بضع وسبعون أو بضع وستون» وفي صحيح البخاري مع الفتح ١/ ٥١ بلفظ (بضع وستون … ).

<<  <   >  >>