وجماعته فعرضوا عَلَيْهِ التوبة، فلم يرجع. فعاودوه فأصر. فأشار القاضي بقتله فقتل. فقال تكين للقاضي: اكتبْ إِلَى السلطان بهذه القصة. فقال: أفعلُ. قال: وأمرني أن
أكتب محضراً بذلك فكتبت: حضر مجلس الأمير أبي منصور تكين من يشهد فِيهِ، فلمح القاضي الكتابة فصاح: قطع الله يدك. اكتب، حضر تكينُ مولى أمير المؤمنين مجلسَ القاضي عليّ بن الحسين. فقال تكين صدق القاضي، المجلس لَهُ حَيْثُ حلَّ. اكتب بما قال: وصرف عن القضاء فِي ذي الحجة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وَكَانَتْ ولايته ثماني عشرة سنة وخمسة شهور وقيل ستة شهور وقرر بعده فِي القضاء أبو الذكر محمد بن يحيى الأسواني خلافة لأبي يحيى عبد الله بن مكرم. وَكَانَتْ وفاته ببغداد فِي سنة تسع عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
علي بن خليل بن أحمد بن عبد الله بن محمد الحُكْرِيّ الحنبليّ، نور الدين أبو الحسن. ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة واشتغل بالفقه وعدة فنون، وتكلم عَلَى الناس بالجامع الأزهر، وكان لَهُ قبول وزَبُون. فلما مات القاضي ناصر الدين نصر الله الحنبلي سعى فِي المنصب فلم يتم لَهُ. ثُمَّ سهى ثانياً بعد موت برهان الدين ابن ناصر الدين، فلم يتم لَهُ.
واستقر موفق الدين أحمد بعد أخيه برهان الدين فِي سابع عشر شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة، فسعى عَلَيْهِ الحكري، حَتَّى صرف فِي ثاني جمادى الآخرة من السنة. واستقر الحكري فباشر سنة أخرى وبعض أشهر، وصرف فِي سابع عشرين ذي الحجة، وأعيد موفق الدين، فعاد الحكري إِلَى حالته الأولى. وحصل لَهُ إملاق وركبته ديون. وَكَانَ أكثر أيامه إما فِي الترسيم، وإما فِي الاعتقال. وقاسى أنواعاً من الشدة، وأرفده من كَانَ يعرفه من الرؤساء، فما استدت خلته وصار يستمنح بعض الناس ليحصل لَهُ مَا يسد بِهِ بعض ذَلِكَ، إِلَى أن مات عَلَى ذلك فِي ثامن المحرم سنة ست وثمانمائة.
وهو والد صاحبنا بدر الدين الَّذِي ناب فِي الحكم عن المنابلة وعَنِّي. ومات فِي سنة سبع وثلاثين وَلَهُ نحو الخمسين.
علي بن سعيد الجَلْجُولي، ذكر ابن زولاق فِي ترجمة علي بن