النعمان، أن الوزير يعقوب بن كِلَّس فوض إِلَيْهِ فِي سنة تسع وستين وثلاثمائة، الشرطة السفلى فنظر فِيهَا وَفِي الأحكام.
وتظلم رجل إِلَى الوزير بأن عليّ بن سعيد نظر فِي أمره وحكم لَهُ، وأن القاضي علي بن النعمان أنكر ذَلِكَ، واعترض فِيهِ. فوقَّع الوزير: من حكم بحكم من سائر المستخلفين، فليس للقاضي ولا لغيره الاعتراض كما أنه لَيْسَ لأحد منهم الاعتراض عَلَى القاضي فيما حكم فِيهِ.
علي بن عبد الحاكم بن سعيد الفارقي، الإِسماعيلي، من المائة الخامسة. ولي القضاء فِي تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وأربعمائة، وصرف فِي خامس جمادى الأولى منها.
علي بن عبد النصير بن علي السخاوي، نور الدين المالكي، من المائة الثامنة. كَانَ فقيهاً عارفاً بمذهبه، حَتَّى كَانَ أهل عصره يعترفون لَهُ بالتقدم فِي ذَلِكَ، ويصفونه بأنه أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك مع الدين المتين؛ والعقل الرصين، والأمانة والصيانة. وقدم إِلَى دمشق فناب فِي الحكم عن جمال الدين ابن المسَلاَّتي.
قال الصفدي: كَانَ قَيِّماً بمذهب مالك، عارفاً بما فِيهِ من الدقائق والمسالك. حج مرات، وحاجَّ من ناظره كَرّات. وَكَانَ متقشفاً متقللاً من الدنيا، كثير التواضع
والتودد لأصحابه، والتفقد لهم، وتصدر بالجامع، ثُمَّ قدم الديار المصرية فتعرف بالأمير شيخون، فراج عَلَيْهِ بكثرة علومه، وحسن محادثته، وطيب محاضرته، فَقرَّبه وعظمه، وولاه القضاء فباشره مباشرة حسنة نيفاً وسبعين يوماً، كَانَ فِي أكثرها ضعيفاً، وأدركه الأجل، فمات فِي جمادى الأولى سنة ست وخمسين وسبعمائة.
علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المَارِدِيني، علاء الدين المعروف بابن التُّركماني الحنفي، من المائة الثامنة.