للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان يَضَعُ قمطره في حانوت في دار عمرو بن خالد ففسدت قضية منها، فامتنع عمرو بن خالد من أدخال القمطرة داره فاكترى منزلاً في دار عمرو بن العاص، فكان عيسى إذا انصرف وضع القِمَطْر فيها. وخُتم على الباب.

وقال ابن عبدن الحكم: أشار وَالدي على عيسى بوجوب اليمين للمدعي على المدعي عليه بالمال - يعني يمين الاستظهار - ولو لم تقم بينهما بينة بخلطة. فأخذ بذلك لأن الناس فسدوا. وذكر نحوه عن أصْبَغ في الغرباء الذين يضربون في الأرض ولا يشترون ولا يبيعون إلا ممن لا يعرفونه ولا يخالطونه.

وقال محمد بن عيسى بن فليح: اختصم رجلان إلى عيسى بن المنكدر وكان ربما حان منه خفة في الحكم، فقضى لأحدهما على الآخر، وقال للمحكوم له: أَضجعْ خصمك. فأضجعَهُ فقلت في نفيس: تُرى يريد ذبحه! ثم قال له: قُمْ فاجعل رجلك على خدّه حتى يذل للحق. فلما خرجا قيل له خالفت الناس في هذا. فقال: فإني لا أعود.

وقال أبو مسعود عن أبيه: خاصمت إلى عيسى فصال علي خصمي، فقال لي: ابصق في وجهه. فتوقفت فقال: والله لا أحكم لك حتى تبصق في وجهه، ففعلت فقال له: أذلّك الحق فقم فادفع إليه حقه.

وقال أبو الرقراق: جاء عبد الحكم بن عبد الله بن عبد الحكم إلى عيسى برسالة أبيه في شيء فقال: لا والله لا فعلت. فلما خرج ابن عبد الحكم قال عيسى: إنهّ أباه يدلّ عَلي كأنه ألحقني بالمنكدر.

وقال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: سمعت الشافعي يقول لعيسى بن المنكدر: أشكر الله وعائشة، فهي جَعَلَتْ لكم قُرْطَيْن من ذهب.

وكان عيسى قد صاح بالشافعي فقال له: يا كذا يا كذا، دَخَلْتَ هذه البلدة وأمرها واحد ورأيها واحد ففرقت بينهم، وألقيت الشر، فرّق الله بين روحك وجسدك.

وكان ذلك قبل أن يلي عيسى بن المنكدر، وأشار بالتفرقة إلى ما وقع من

<<  <   >  >>