للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بن بَسْطام، قال: كَانَ هارون بن عبد الله إذَا شهد عنده شاهدان سألهما عقب الشهادة عن القرآن. فإن أقرّا أنه مخلوق قَبِلَهما، وإلاّ فلا.

ثم استشعر أحمد بن أبي دُوَاد مِن هارون بعض التصبر فِي ذَلِكَ، ففوض أمر المحنة إِلَى محمد بن أبي الليث، وذلك قبل أن يلي القضاء، فشدَّدَ فِي ذَلِكَ بحيث أمر بحمل البُوَيطيّ ونُعَيْم بن حمَّاد وغيرهما إِلَى العراق.

قال محمد بن الربيع الجِيزيّ: وَكَانَ أبي يقول: سمعت هارون بن عبد الله يحمد الله عَلَى المعافاة من الدخول فِي المحنة.

ثم حَمِد أحمدُ بنُ أبي دُوَاد قيامَ محمد بن أبي الليث، فصرف هارون عن القضاء وأضافه إِلَى ابن أبي الليث فكان منه مَا تقدم فِي ترجمته.

ويقال إنه رفع إِلَى ابن أبي دُوَاد قوله: اللهم لَكَ الحمدُ عَلَى مُعَافاتي مما بَلَوْتَ بِهِ غَيري فصرَفه. وصرف هارون فِي صفر سنة ست وعشرين ومائتين فكانت ولايته ثمان سنين وستة أشهر.

وذكره ابن يونس فِي الغرباء فقال بعد أن نسبه: قدم مصر عَلَى القضاء سنة سبع عشرة، ثُمَّ صرف فخرج إِلَى العراق فأقام بسُرّ مَن رَأى حَتَّى مات يوم السبت لإِحدى عشرة ليلة بقين من شعبان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وَقَدْ كتب عنه بمصر.

قال أبو عمر الكندي: كَانَ ورود كتاب المعتصم إِلَيْهِ بأمره بالتوقف عن الحكم لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ست وعشرين فوليها زيادة عَلَى ثمان سنين. وعاش بعدها زيادة عَلَى ثمان سنين.

ومما أورده لَهُ محمد بن خلف القاضي المعروف بوكيع من الشعر أشياء حسنة منها فِي الغَزَل والفخر العام:

مَاذَا على الحي يوم البَيْن لَوْ رَجَعُواوَوَاصَلُوا مِنْ حِبَالِ البَيْن مَا قَطَعُوا

<<  <   >  >>