لا تعطِ نفسك مَا تريد ولا تكن ... فيما يضرك إن دعيت مُسَارعا
لا تَمْسَ عبداً للمطامع ولتكن ... للفضل متبوعاً ولا تَكُ تابعا
كُن للعشيرة فِي الأمور إِذَا عَدت ... كهفاً وعنها فِي الخُطُوب مُدَافِعا
لا تَحسدن نبيهها واخضع لَهُ ... حَتَّى تَلين بِهِ وتصبح خاضعا
سهِّل لَهُ فيما يريد طريقه ... حَتَّى يكون برفعه لَكَ رافعا
فمتى ينل حظاً يكن لَكَ حظه ... وتكون فِيهِ مفارقاً ومجامعا
وإذا نشا لَكَ ناشئ فانهض لَهُ ... وامنعه من ضَيْم يكن لَكَ مانعا
دَارِ العداوة من عدوك بالتقى ... واحذر عدوك دانياً أَوْ شاسعا
أكثر صديقك مَا استطعتَ فما بِهِ ... ضر إِذَا مَا لَمْ يكن لَكَ نافعا
حافِظ عَلَيْهِ واتخذه عُدة ... سيفاً إِذَا لقي الكرِيهة قاطعا
وإذا دَعَاك إِلَى الرجوع مُجاملاً ... فارجع لَهُ وليلف سربك واسعا
إِلاَّ الحسود فإن تِلْكَ عداوة ... تبدي الرضا وتكون سماً ناقعا
واصبر عَلَيْهِ فليس فِيهِ حيلة ... ولتطلعن طوالعاً وطوالعا
ومنها:
أيام معروفك مَا لَمْ تعن ... بالصبر أحوالٌ وأَحوالُ
فاصبر لَهَا واصبر لمكروهها ... فللذي يدبر إقبال
ورب أمر مرتج بابه ... عَلَيْهِ أن يفتح أقْفَال
ضاق بذي الحيلة فِي فتحه ... حينئذ والمرء مُحتال
حَتَّى تلقته مفاتيحه ... من حَيْثُ لَمْ يخطر بِهِ البال
والرزق فاطلبه عَلَى أنه ... آت لَهُ وقت وآجال
وَلَيْسَ يبطئ عنك فِي مقته ... ولا لَهُ عن ذَاكَ إِعْجَال
فلا تقم عبداً عَلَى مطمع ... فربما أَخْنَى بك الحال