الله بن أحمد الدوري، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي، حدثني أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر، حدثنا هارون بن عبد الله الزهري - قاضي مصر سنة ست وعشرين ومائتين - بعد أن صُرف عن الحكم قال: رفع الواقدي قصة إِلَى المأمون يذكر فِيهَا غَلَبة الدَّين. فذكر القصة المشهورة وفيها. قال المأمون: وأنت حدثتني عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير:(يَا زُبَيْر، إن باب الرزق مفتوح بباب العرش، ينزل الله عَلَى العباد أرزاقهم عَلَى قَدْر نَفَقَاتهم، فمن كثَّر كُثِّر لَهُ، ومن قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ.
وأخرجها أبو القاسم ابن عساكر فِي ترجمة الواقدي، عن أبي القاسم النسيب، قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن دُوسْت البزاز، حدثنا علي بن محمد المصري، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي، حدثنا هارون بن عبد الله الزهري - الذي كَانَ قاضي مصر - قال: كتب الواقدي رقعة إِلَى المأمون يذكر فِيهَا غلبة الدَّين وغَمّه بذلك، فوقّع المأمون عَلَى ظهرها: فيك خلتان: السخاء والحياء. فأما السخاء فهو الَّذِي أطلق مَا ملكت. وأما الحياء فهو الَّذِي منعك من إبلاغنا مَا أنت عَلَيْهِ، وَقَدْ أمرنا لَكَ بكذا وكذا؛ فإن كُنا أصبنا إرادتك فِي بَسْط يدك فإن خزائن الله مفتوحة.
وأنت كنت حدثتني وأنت عَلَى قضاء الرشيد فذكر الحديث. لكن لفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير: (يَا زبير إن باب الرزق مفتوح بباب العرش ينزل الله إِلَى العبادة أرزاقهم) والباقي مثله. وَفِي آخره قال الواقدي: وكنت قَدْ أنسيت الحديث، فكان تذكرته إياي أحب إليّ من جائزته. قال هارون القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كَانَتْ مائة ألف، فكان الحديث أحب إليّ من مائة ألف.
هاشم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي