للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك تضرر العلماء والفقهاء في زمنه، وانقطع عنهم ما كان يصلهم من سلفه مما يعينهم على طلب العلم ونشره (١).

ثم تولى بعده ابنه أبو الفتح أحمد بن أينال العلائي، ولم تستمر مدة حكمه سوى خمسة أشهر تقريبًا ثم خلع (٢)، ثم تولى مكانه الظاهر خشقدم وهكذا كلما تملك أحد المماليك ثار عليه جماعة منهم حتى تولى الأشرف قايتباي عام ٨٧٢ هـ، وتعد فترته أطول فترة حكم مملوكي فقد دام حكمه تسعًا وعشرين سنة، وقد ترجمه السخاوي في "الضوء اللامع" بترجمة عظيمة وأثنى عليه كثيرًا ووصفه بصفات جميلة كثيرة واتصل به وقرأ عليه بعض تصانيفه وأهدى إليه بعضها وألف بعضها بناءً على سؤال منه (٣)، ومات عام ٩٠١ هـ (٤).

هذا موجز لأهم الأحداث السياسية التي عاصرها السخاوي ، والمتدبر فيها يرى أن السخاوي عاصر سلطانين من أفضل سلاطين دولة المماليك.

الأول: السلطان الظاهر أبي سعيد جقمق، الذي حكم قرابة خمس عشرة سنة كما مر معنا، ويظهر أنه من أفضل سلاطين المماليك مع محبة للعلم وأهله.

الثاني: السلطان الأشرف قايتباي، والذي أثنى عليه كما مر السخاوي في ترجمته، بل قال: وبالجملة فلم يجتمع لملك ممن أدركناه ما اجتمع له ولا حوى من الحذق والذكاء والمحاسن مجمل ما اشتمل عليه ولا مفصلة (٥).

وتعد الفترة التي حكم فيها أطول فترة حكمها سلطان من سلاطين المماليك فقد دام حكمه تسعًا وعشرين سنة وهو عصر هادئ بالجملة مع ما حصل فيه من


(١) "الضوء اللامع": (٢/ ٣٢٩).
(٢) "شذرات الذهب": (٧/ ٣٠٥).
(٣) "الضوء اللامع": (٦/ ٢٠١ - ٢١١) باختصار.
(٤) "شذرات الذهب": (٨/ ٨).
(٥) "الضوء اللامع": (٦/ ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>