للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيوت وتصادر الأموال ويهجم على الآمنين في الليل والنهار، وقد يضطر الناس إلى ملازمة بيوتهم أيامًا كثيرة خوفًا على أنفسهم بسبب الإضطراب وانتشار القلاقل وكثرة المناوشات بين فرق المتخاصمين (١).

وقد عاصر السخاوي حكم السلطان أبي سعيد جقمق الذي تولى الحكم عام ٨٤٢ هـ واستمر في الحكم إلى أن مات سنة ٨٥٧ هـ. وترجم له في كتابه "الضوء اللامع" ترجمة حسنة وأثنى عليه بقوله: (كان ملكًا عدلًا ديِّنًا كثير الصلاة والصوم والعبادة، عفيفًا عن المنكرات والقاذورات، لا تضبط عنه في ذلك زلة ولا تحفظ له هفوة، متقشفًا بحيث لم يمش على سنن الملوك في كثير من ملبسه، وهيئته، وجلوسه، وحركاته، وأفعاله، متواضعًا، يقوم للفقهاء والصالحين إذا دخلوا عليه ويبالغ في تقريبهم وعدم ارتفاعه في الجلوس بحضرتهم، ذا إلمام بالعلم واستحضار في الجملة لكثرة تردده للعلماء في حال إمرته ورغبته في الإستفادة منهم).

قال: (وقد اجتمعت به مرارًا، وأهديت إليه بعد وفاة شيخنا بعض المصنفات، وأنعم هو علي بما ألهمه الله به، وصار يكثر من الترحم على شيخنا والتأسف عليه، بل سماه أمير المؤمنين، وطالت مدة ولايته قرابة خمس عشرة سنة، وتوفي عام ٨٥٧ هـ) (٢).

وقد تولى بعده ابنه عثمان بن جقمق، وقد أثنى عليه السخاوي ووصفه بحبه للعلم وأهله، وصرف أوقاته للطاعات، لكنه لم يلبث إلا يسيرًا حيث خلع (٣) بعد حوادث عدة. وتولى بعده السلطان الأشرف أينال، وقد ترجم له السخاوي ووصفه ببعض الصفات السيئة وكأنه لم يكن كسلفه في العلم الشرعي،


(١) "السيوطي النحوي": (ص ٢٣).
(٢) "الضوء اللامع": (٣/ ٧٢ - ٧٤) باختصار، "شذرات الذهب": (٧/ ٢٩١).
(٣) "الضوء اللامع": (٥/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>