للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة: "ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل] (١) الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها" (٢).

وأيضًا فقد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى في قوله: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ (٣)، وفي قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ للِسَّاعَةِ﴾ (٤) مع ما صح أنه هو الذي يقتله (٥)، فاكتفى بذكر [أحد] (٦) الضدين عن الآخر.

ولكونه يلقب بالمسيح كعيسى لكن الدجال مسيح الضلالة، وعيسى مسيح الهدى (٧).

بل قال البغوي (٨) في "تفسيره": (إن الدجال هو المراد بالناس في قوله تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾ (٩) من إطلاق الكل على البعض).


(١) ما بين المعكوفتين ساقط من "الأصل" ومن "ط"، وأكملته من "أ"، وكأن الناسخ انتقل بصره بسبب تماثل الكلمتين.
(٢) رواه مسلم في الإيمان: (١/ ١٣٨)، وهو في الترمذي في أبواب التفسير: (٤/ ٣١٩، رقم ٥٠٦٧).
(٣) سورة النساء، الآية: ١٥٩.
(٤) سورة الزخرف، الآية: ٦١.
(٥) سيورد المصنف الأحاديث الدالة على ذلك فيما يأتي.
(٦) سقط من "الأصل" ومن "ط"، وأكملته من "أ".
(٧) انظر: "النهاية" لابن كثير: (١/ ١٦٧).
(٨) أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد البغوي، الفقيه، الشافعي، المحدث، المفسر، كان بحرًا في العلوم، من مصنفاته "معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم"، و"التهذيب"، و"شرح السنة"، وغير ذلك، توفي سنة (٥١٠ هـ).
"الوفيات": (٢/ ١٣٦ - ١٣٧)، "طبقات السبكي": (٤/ ٢١٤).
(٩) سورة غافر، الآية: ٥٧.