قلت: وجرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي أحد الثقات صحيح الكتاب روايته في الكتب الستة كلها نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ كما نص عليه البيهقي. أما ما قاله أبو حاتم وأبو العباس البنائي من أنه تغير قبل موته وحجبه أولاده فلا يصح وإنما عرف ذلك عن جرير بن حازم صاحب الترجمة السابقة وقد تعب الذهبي في ميزانه هذ الكلام ورده وبين أن الذي حجبه أولاده هو جرير بن حازم، وهذا ما نقله صاحب الاغتباط ولذا تعقب الحافظ ابن حجر كلام أبي حاتم هذا فقال في التهذيب: "وذكر صاحب الحافل عن أبي حاتم أنه تغير قبل موته بسنة فحجبه أولاده، هذا ليس بمستقيم فإن هذا إنما وقع لجرير بن حازم فكأنه اشتبه على صاحب الحافل". أما ما ذكر في ترجمته من قول الإمام أحمد بن حنبل: " لم يكن بالذكي، اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول حتى قدم عليه بهز فعرفه". فهذا لا يدخل في معنى الاختلاط اصطلاحاً ولذلك قيل ليحيى بن معين عقي هذه الحكاية: كيف تروي عن جرير؟ قال: ألا تراه قد بين لهم أمرها. ولكن يبقى قول البيهقي في سننه في نحو ثلاثين حديثاً لجرير بن عبد الحميد قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ.