قلت: قد رأينا كلام الأئمة النقاد في عفان بن مسلم وهو الحافظ الثقة الثبت ولكنه ربما وهم في أشياء. والوهم اليسير قد يقع فيه الثقات الأثبات ولا يضرهم أما نسبته إلى الاختلاط فلم تقع في قول أحد من الأئمة إلا في قول أبي خيثمة وابن معين فقد قال ابن أبي خيثمة: وسمعت أبي وابن معين يقولان أنكرنا عفان في صفر سنة ١٩ وفي رواية سنة عشرين ومات بعد أيام. وهذا لا يعد تغيراً واختلاطاُ بالمعنى الاصطلاحي فإنه تغير بسبب مرض الموت وقد مات بعد هذا التغير بأيام وهي فترة يسيرة لم يحدث فيها أحد ولم يسمع منه فيها أحد فإنه كان في مرض الموت. قال الذهبي في ميزانه وهو القول الذي نقله عنه صاحب الاغتباط، قلت: هذا التغير هو من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ. وعليه فإنه لا يعد فيمن اختلط وتغير في آخر عمره ولذلك لم يورده ابن الكيال الشافعي في الكواكب النيرات وهو الذي شرط على نفسه إيراد من اختلط من الرواة الثقات. وقد أحسن ابن العجمي حينما قال: وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء ولكن كان الأولى به ألا يذكره في كتابه أصلا. والله أعلم.