قلت: وعبد الرزاق بن همام أحد الحفاظ الثقات ومصنف شهير على تشيع فيه ولكن يبدو أنه لم يكن من المغالين في تشيعه وقد احتج به أصحاب الكتب الستة جميعاً وكان تغيره واختلاطه بسبب العمى في آخر عمره فعز عليه النظر في كتبه فكان يلقن فيتلقن فمساع من سمع منه بعدما عمي وذهب بصره إنما هو سماع في الاختلاط والتغير وليس بشيء. ولم يذكر ابن الصلاح في علومه أحداً ممن سمع من عبد الرزاق بعد تغيره إلا إسحاق بن إبراهيم الديري وسكت عن غيره، ولهذا تعقبه الحافظ العراقي فقال: لم يذكر المصنف أحدا ممن سمع من عبد الرزاق بعد تغيره إلا إسحق بن إبراهيم الدبرى فقط وممن سمع منه بعد ما عمى أحمد بن محمد بن شبوية قاله أحمد بن حنبل وسمع منه أيضا بعد التغير محمد بن حماد الطهرانى والظاهر أن الذين سمع منهم الطبرانى فى رحلته إلى صنعاء من أصحاب عبد الرزاق كلهم سمع منه بعد التغير وهم أربعة أحدهم الدبرى الذى ذكره المصنف وكان سماعه من عبد الرزاق سنة عشر ومائتين وكانت وفاة الدبرى سنة أربع وثمانين ومائتين والثانى من شيوخ الطبرانى إبراهيم بن محمد بن برة الصنعانى والثالث إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد الشنابى والرابع الحسن بن عبد الأعلى البوسى الصنعانى فهؤلاء الأربعة سمع منهم الطبرانى فى رحلته إلى اليمن سنة اثنين وثمانين وسماعهم من عبد الرزاق بآخرة وممن سمع من عبد الرزاق قبل الاختلاط أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وعلى ابن المدينى ويحيى بن معين ووكيع بن الجراح فى آخرين أخرج لهم الشيخان من رواياتهم عن عبد الرزاق فممن اتفق الشيخان على الإخراج له عن عبد الرزاق مع إسحق بن راهويه إسحق بن منصور الكوسج ومحمود بن غيلان وممن أخرج له البخارى فقط عن عبد الرزاق مع على بن المدينى إسحق بن إبراهيم السعدى وعبد الله بن محمد المسندى ومحمد بن يحيى الذهلى ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ويحيى بن جعفر البيكندى ويحيى بن موسى البلخى الملقب خب وممن أخرج له مسلم عن عبد الرزاق مع أحمد بن حنبل أحمد بن يوسف السلمى وحجاج بن يوسف الشاعر والحسين بن على الخلال وسلمة بن شبيب وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعبد بن حميد وعمرو بن محمد الناقد ومحمد بن رافع ومحمد بن مهران الحمال والله أعلم. انتهى كلام الحافظ العراقي. قلت: وذكر الحافظ العراقي أن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ممن أخرج لهم البخاري عن عبد الرزاق وهذا لا يصح فمحمد بن يحيى العدني ليس من رجال البخاري ولكن أخرج له أربعة فقط من أصحاب الكتب الستة وهم: مسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة. قال عنه ابن حجر في التقريب: محمد بن يحيى صدوق صنف المسند وكان لازم بن عيينة لكن قال أبو حاتم كانت فيه غفلة من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين م ت س ق. ولم يرمز له بما يدل على أنه من رجال البخاري.