حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَاهُ وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اجْتَمَعَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ابْنُهُ، مَعَ الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ، وَمَعَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنُهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَا: مَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَبْعَثَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْتَعْمِلُهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ النَّاسُ فَيُؤَدِّيَانِ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ نَفْعِهِ ذَلِكَ فَيُصِيبُنَا؟ قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا يَقُولُ الشَّيْخَانِ؟ فَقَالَا: نَقُولُ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَعْمَلَهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ؟ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمَا أَنْ لَا تَفْعَلَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِفَاعِلٍ فَقَالَا: يَا أَبَا عَلِيٍّ، أَوْ يَا أَبَا حَسَنٍ: مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصِهْرَكَ إِيَّاهُ، فَتَنْفُسَ عَلَيْنَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ قَالَ: فَأَيُّ نَفَاسَةٍ عَلَيْكُمَا، وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ فَاعِلٍ، ثُمَّ جَمَعَ رِدَاءَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ حَزَنًا: أَنَا أَبُو حُسَيْنٍ، أَوْ أَنَا أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا ⦗٦٤٢⦘ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْبَابِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَوْمُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ: «أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ» ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثَنَا أَبَوَانَا لِتَسْتَعْمِلَنَا عَلَى بَعْضِ مَا تَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ النَّاسَ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ فَنُؤَدِّي، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ مَنْفَعَةٍ فَنُصِيبُ، فَاسْتَلْقَى مَلِيًّا وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَهَبْنَا نُكَلِّمُهُ فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ أَنِ امْضِيَا؛ فَإِنَّهُ فِي شَأْنِكُمَا، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا آلِ مُحَمَّدٍ» ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ ⦗٦٤٣⦘، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ إِلَيْهِ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ: «يَا مَحْمِيَةُ، زَوِّجْ أَحَدَ هَذَيْنِ» ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «زَوِّجِ ابْنَتَكَ مِنَ الْآخَرِ» ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «سُقْ عَنْهَا مَا عِنْدَكَ» حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، بِنَحْوِهِ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَا لِعَلِيٍّ: وَاللَّهِ مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ صِهْرِهِ وَصُحْبَتِهِ، وَقَالَ فِيهِ: وَكَانَ مَحْمِيَةُ عَلَى خُمُسِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ فِيهِ: وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «زَوِّجِ ابْنَتَكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «يَا مَحْمِيَةُ، زَوِّجِ الْفَضْلَ ابْنَتَكَ» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute