للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به، فقبض عمر من حصى المسجد قبضة فحصب بها وجه عثمان فشجّه بالحصى في وجهه آثارا من شجاج، فلما رأى عمر كثرة تسرّب الدم على لحيته قال: أمسك عنك الدّم، فعرف عثمان أنّ عمر نادم على ما فرط منه فقال: يا أمير المؤمنين لا يهولنك الذي أصبت منّي، فو الله إني لأنتهك ممن ولّيتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله أكثر مما انتهكت منّي، فأعجب بها عمر في رأيه، وحمله وزاده عنده خيرا.

حدثنا شهاب بن عباد قال، حدثنا الوليد بن علي الجعفي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال لي عمر : احجبني لا يدخل عليّ أحد، قال: فجاء رجل يريد أن يدخل عليه فمنعته، فأرادني فامتنعت عليه، فرفع يده فلطمني، فدخلت على عمر فأخبرته، فخرج وفي يده الدّرّة فعلاه بها وقال: أردتم أن تجرئوا عليّ كلاب العرب (١).

حدثنا هارون بن معروف قال، حدثنا عتاب بن بشير، عن سالم - يعني الأفطس - قال: جاءت وفود فارس إلى عمر يطلبونه فلم يجدوه في منزله، فقيل لهم: هو في المسجد ليس عنده أحد، فأتوه فإذا هو فيه ليس عنده حرس ولا كبير أحد، فقالوا (٢): هذا الملك والله لا ملك كسرى.

حدثنا موسى بن إسماعيل قال، حدثنا حماد بن سلمة قال،


(١) ورد في طبقات ابن سعد ٣٠٩:٣ مع زيادة فيه.
(٢) في الأصل «فقال» والصواب ما أثبته.