للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليهم واخترط سيفه، فلما رأوه مقبلا عرفوا في وجهه الشّر، ففروا وتبدّدوا، وأدرك حسانا داخلا بيته، فضربه، فغلّق بيته. فضربه ففلق أليتيه، فبلغني أن النبي عوّضه وأعطاه حائطا فباعه من معاوية بن أبي سفيان بعد ذلك بمال كثير فبناه معاوية بن أبي سفيان قصرا، وهو الذي يقال له بالمدينة «قصر الداريين».

[(ما جاء فيما يخرج أهل المدينة منها)]

حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي بشر، عن ابن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي قال: دخل محجن (١) المسجد فرأى بريدة (٢) عند باب المسجد، فقال: مالك لا تصلّي كما يصلي سكبة (٣) - رجل من خزاعة - قال شعبة: يمازحه - فقال: «إن


(١) هو محجن بن الأدرع الأسلمي، من ولد أسلم بن أفصى، كان قديم الإسلام. قال أبو أحمد العسكري: إنه سلمي، وقيل أسلمي، سكن البصرة واختلط مسجدها وعمر طويلا، روى عنه حنظلة بن علي ورجاء بن أبي رجاء، وهو الذي قال فيه رسول الله : ارموا وأنا مع ابن الأدرع. وانظر حديثه مع هذه الترجمة في أسد الغابة ٣٠٥:٤.
(٢) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد الأسلمي، يكنى أبا عبد الله، وقيل أبا سهل، وقيل أبا الحصيب، قدم على الرسول بعد أحد فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية وبيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من ساكني المدينة ثم تحول إلى البصرة وابتنى بها دارا، ثم خرج منها غازيا إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات ودفن بها في خلافة يزيد بن معاوية. قال ابن سعد:
مات سنة ثلاث وستين (أسد الغابة ١٧٥:١، الإصابة ص ١٥٠).
(٣) سكبة بن الحارث الأسلمي، له صحبة، روى عبد الله بن شقيق عن رجاء الأسلمي قال: أخذ محجن بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة، فوجدنا بريدة الأسلمي قاعدا على باب من أبواب المسجد، ورجل في المسجد يقال له سكبة يطيل الصلاة،