للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي حُبَابٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَحْتَبِي بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، صِفْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صِفْهُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا حُمْرَةً، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ، سَبِطَ الشَّعَرِ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، وَسَهْلَ الْخَدِّ، كَثَّ اللِّحْيَةِ ذَا وَفْرَةٍ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، وَكَانَ لَهُ شَعَرٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ يَجْرِي كَالْقَضِيبِ، لَمْ يَكُنْ فِي صَدْرِهِ وَلَا فِي بَطْنِهِ شَعَرٌ غَيْرُهُ ⦗٦٠٧⦘، كَانَ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّهُ يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، لَمْ يَكُنْ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ، وَرِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ "

<<  <  ج: ص:  >  >>