للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي نَقِيرٍ فِي بِئْرٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِ حَفْصَةً، فَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:

مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَخٍ ... حُمْرِ الْحَوَاصِلِ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ

أَلْقَيْتَ كَاسِبَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ ... فَاغْفِرْ عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ يَا عُمَرُ

قَالَ: فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ: «إِيَّاكَ وَهِجَاءَ النَّاسِ» قَالَ: إِذَنْ تَمُوتَ عِيَالِي جُوعًا، هَذَا كَسْبِي وَمِنْهُ مَعَاشِي، قَالَ: «فَإِيَّاكَ وَالْمُقْذِعَ مِنَ الْقَوْلِ» ، قَالَ: وَمَا الْمُقْذِعُ؟ قَالَ: " أَنْ تُخَايِرَ بَيْنَ النَّاسِ، فَتَقُولَ: فُلَانٌ خَيْرٌ مِنْ فُلَانٍ وَآلُ فُلَانٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ فُلَانٍ "، قَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ أَهْجَى مِنِّي، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَقَطَعْتُ لِسَانَكَ، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَأَنْتَ لَهُ، خُذْهُ يَا زِبْرِقَانُ» ، فَأَلْقَى الزِّبْرِقَانُ فِي عُنُقِهِ عِمَامَتَهُ فَاقْتَادَهُ بِهَا، وَعَارَضَتْهُ غَطَفَانُ، فَقَالُوا: أَبَا شَذْرَةَ إِخْوَتُكَ وَبَنُو عَمِّكَ هَبْهُ لَنَا فَوَهَبَهُ لَهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>