حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " اسْتَهَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِلَيْلَى بِنْتِ الْجُودِيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي شِمْرٍ حَتَّى قَالَ فِيهَا:
[البحر الطويل]
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ بَيْنَنَا ... فَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لِيَا
وَأَنَّى تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثِيَّةٌ ... فَتَسْكُنُ بُصْرَى أَوْ تَحِلُّ الْجَوَابِيَا
وَأَنَّى تَلَاقِيهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا ... إِذَا النَّاسُ حَجُّوا قَابِلًا أَنْ تُلَاقِيَا
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَكَ وَمَا لَهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُهَا قَطُّ، إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُهَا لَيْلَةً فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي جِوَارٍ وَنِسَاءٍ يَتَهَادَيْنَ، فَإِذَا عَثَرَتْ إِحْدَاهُنَّ قَالَتْ: يَا ابْنَةَ الْجُودِيِّ، وَإِذَا حَلَفَتْ قَالَتْ: يَا ابْنَةَ الْجُودِيِّ، فَكَتَبَ عُمَرُ ⦗٨٥٠⦘ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى صَاحِبِ النَّفِيرِ الَّذِي هِيَ بِهِ إِنْ فُتِحَ عَلَيْهِمْ غَنِّمُوهُ إِيَّاهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَكُنْتُ أُكَلِّمُهُ فِيمَا يَصْنَعُ بِهَا فَيَقُولُ: يَا أُخَيَّةُ دَعِينِي فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا أَرْشُفُ بِأَنْيَابِهَا حَبَّ الرُّمَّانِ، ثُمَّ نَزَلَ بِهَا وَهَانَتْ عَلَيْهِ فَكُنْتُ أُكَلِّمُهُ فِيمَا يُسِيءُ إِلَيْهَا كَمَا كُنْتُ أُكَلِّمُهُ فِي الْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، فَكَانَ إِحْسَانُهُ أَنْ رَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا " وَقَدْ رُوِيَ خِلَافُ هَذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute