للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ حَاطِبًا الْوَفَاةُ أَوْصَى بِأَنْ يُعْتَقَ كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهُ قَدْ صَلَّى وَصَامَ، وَكَانَتْ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فَزَنَتْ وَكَانَتْ ثَيِّبًا، فَأَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مِثْلُكَ الرَّجُلُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَقُّ اللَّهِ وَقَعَ فِي أَهْلِي، وَأَنْتَ مَحَلُّ ذَلِكَ فَأَتَيْتُكَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا، فَقَالَ: زَنَيْتِ وَيْحَكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ رَفَشْ دِرْهَمَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ، تَقُولُ أَجْرِي بِدِرْهَمَيْنِ وَعِنْدَهُ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَرَى أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَاكِتٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ ⦗٨٥٣⦘ أَنْتَ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: أُرَاهَا مُسْتَهِلَّةً بِفِعْلِهَا، كَأَنَّهَا لَا تَرَى بِهِ بَأْسًا، وَإِنَّمَا الْحَدُّ عَلَى مَنْ عَرَفَهُ فَقَالَ: «صَدَقْتَ وَاللَّهِ مَا الْحَدُّ إِلَّا عَلَى مَنْ عَرَفَهُ» ، فَضَرَبَهَا أَدْنَى الْحَدِّ مِنْ مِائَةِ جَلْدَةٍ وَغَرَّبَهَا عَامًا

<<  <  ج: ص:  >  >>