للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ قَالَ: كَتَبَ مَعِي مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَآلُ عُمَرَ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فِي النَّاسِ ⦗١٠٦٨⦘ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَمِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ، فَسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ تَبُوكَ فِي نَاحِيَةٍ إِلَى جَانِبِ قَارَةٍ , فَإِذَا شَيْخَانِ قَدْ أَقْبَلَا إِلَيَّ , فَقَالَا: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَا: وَمِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ إِنِّي قُمْتُ لِهِرَاقَةِ الْمَاءِ، فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا قَالَ لِصَاحِبِهِ: لَقَدْ ضَرَبَتِ الْأَنْصَارُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَيْهِمَا قَالَا: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَشَدْنَاكَ بِاللَّهِ، أَضَرَبَتْ فِيكَ الْأَنْصَارُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أُمِّي امْرَأَةٌ مِنْ أَنْفَسِ الْأَنْصَارِ، وَأَبِي مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ الْحَدِيثُ يَجْرِي بَيْنَهُمَا وَبَيْنِي فَإِذَا هُمَا مِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَطْلَعْتُهُمَا عَلَى أَمْرِي وَأَنْبَأْتُهُمَا بِخَبَرِي فَأَرْشَدَانِي لِلطَّرِيقِ، قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا كِتَابَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَلَا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا أُمَيَّةَ، قَالَتْ: فَإِنِّي كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ يَوْمًا مِنْ ذَلِكَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَبْعَثُ لَكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا» فَقُلْتُ: أَلَا أَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ دَعَا إِنْسَانًا فَأَسَرَّ إِلَيْهِ سِرًّا وَأَرْسَلَهُ، فَمَا كَانَ شَيْءٌ إِذْ أَقْبَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ أَنْ يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ ثَلَاثَ ⦗١٠٦٩⦘ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ كُنْتِ مِنْ ذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَقَدْ نَسِيتُهُ حَتَّى مَا ظَنَنْتُ أَنِّي سَمِعْتُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>