حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانُ ⦗١٢٠٠⦘ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حُصِرَ فَوَجَدْتُهُ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: أَتَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ وَأَنْتَ أَقْرَأُ النَّاسِ ظَاهِرًا؟ قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أُوَعِّكَ لَهُ، ثُمَّ أَنَا وَمَا دَعَوْتُكَ لَهُ؟ قُلْتُ: بَلَى، فَحَدِّثْنِي فَرُبَّ حَدِيثٍ حَسَنٍ قَدْ حَدَّثَتْنِيهِ. قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا مَاتَتِ ابْنَتُهُ الْأُخْرَى , فَنَظَرَ إِلَى فِرَاشِي مِنْ أَدَمٍ فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا اضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ أُنْثَى بَعْدَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُ مِنْكَ مَا رَأَيْتُ، لِهَذَا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْمِيرَاثَ لِلْوَارِثِ، وَالْمَيِّتَ لِلتُّرَابِ، وَلَوْ أَنَّ عِنْدِي عَشْرًا زَوَّجْتُكَهُنَّ، وَإِنِّي عَنْكَ لَرَاضٍ» . قُلْتُ: صَدَقْتَ، لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ عَنْكَ لَرَاضٍ، فَمَا الَّذِي دَعَوْتَنِي لَهُ؟ قَالَ: «تَكْفِينِي نَفْسَكَ وَابْنَ عَمِّكَ، فَلَا أَتَّهِمُكُمَا وَلَا يَتَّهِمُكُمَا مَنْ بَعْدِي» . قُلْتُ: أَمَّا أَنَا فَسَأَكْفِيكَ نَفْسِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمِّي فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ أُبَلِّغُهُ. قَالَ: «تَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِمَا لَهُ بِيَنْبُعَ» . قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَقِيتُ عَلِيًّا فَأَبْلَغْتُهُ، فَخَرَجَ إِلَى يَنْبُعَ: وَاغْتَنَمَ طَلْحَةُ غَيْبَتَهُ وَرَحَلَ. . . . . . . يَقُولَانِ: وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ. فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى النَّاسَ بَلَغَ أَمْرُهُمْ فِي هَذَا، وَكَتَبَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى، وَجَاوَزَ الْحِزَامُ الْكَتِفَيْنِ، وَارْتَفَعَ أَمْرُ النَّاسِ فِي أَمْرِي فَوْقَ قَدْرِهِ، وَطَمِعَ فِيَّ مَنْ لَمْ يَدْفَعْ عَنْ نَفْسِهِ:
[البحر الطويل]
وَإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ ... ضَعِيفٍ وَلَمْ يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ
⦗١٢٠١⦘
فَأَقْدِمْ عَلَيَّ أَوْ لِيَ:
فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولًا فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ ... وَإِلَّا فَأَدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ "
قَالَ: وَالشِّعْرُ لِلْمُمَزِّقِ الْفَيْدِيِّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute