للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ فِي الدَّارِ أَرْسَلَ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَقَالَ: يَا أَخِي إِنَّهُ قَدْ حُصِرْنَا، وَمُنِعْنَا الْمَاءَ، وَمِنَّا الَّذِي لَمْ يُصَلِّ وَهُوَ طَاهِرٌ مُنْذُ أَيَّامٍ فَأَغِثْنَا. فَأَمْهَلَ حَتَّى أَتَتْ رَوَايَا النَّاسِ , ثُمَّ خَرَجَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَصْرِفَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَطَفُوا الثَّانِيَةَ , فَقَامَ طَلْحَةُ لِيَصْرِفَهَا إِلَيْهِ، فَأَبَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ حَتَّى تَقْتُلَنِي أَوْ أَقْتُلَكَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: مَا أُحِبُّ أَنْ تَقْتُلَنِي وَلَا أَقْتُلَكَ، فَتَرَكَهَا. ثُمَّ إِنَّهُمْ خَلَصُوا إِلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ فَنَادَاهُمْ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ بِمَ تَسْتَحِلُّونَ دَمِي؟ قَالُوا: بِمَا آثَرْتَ وَاسْتَأْثَرْتَ , فَقَالَ: فَهَذَا الْمَالُ أُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ فَلَا أُصِيبُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا كَمَا تُصِيبُونَ أَوْ يُصِيبُ أَحَدُكُمْ، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أُنَاسًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ سَيُرِيدُونَكَ عَلَى أَنْ تَنْزِعَ قَمِيصًا كَسَاكَهُ اللَّهُ فَلَا تَفْعَلْ»

<<  <  ج: ص:  >  >>