للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالنَّارِ , وَهُوَ لَا يَعْرِفُ الْمُغِيرَةَ , فَلَمْ يَزَلْ يَرَى ذَلِكَ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ أَصْحَابَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ خَرَجَ الْمُغِيرَةُ يُقَاتِلُ , وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَتَلَهُ، حَتَّى قَتَلَ ثَلَاثَةً، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، أَمَا لِهَذَا أَحَدٌ فَلَمَّا قَتَلَ ثَلَاثَةً وَثَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَحَذَفَهُ بِسَيْفِهِ فَأَصَابَ رِجْلَهُ , ثُمَّ ضَرَبَهُ حَتَّى قَتَلَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ. قَالَ: «أَلَا أُرَانِي بِصَاحِبِ الرُّؤْيَا الْمُبَشَّرِ بِالنَّارِ» فَلَمْ يَزَلْ بِشَرٍّ حَتَّى مَاتَ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، بِنَحْو مِنَ الْأَحَادِيثِ الْأُوَلِ، قَالَ: وَجَعَلَ الْمُغِيرَةُ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ وَيَتَمَثَّلُ:

[البحر الرجز]

قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ عُطْبُولْ ... لَهَا وِشَاحٌ وَلَهَا حُجُولُ

أَنِّي بِنَصْلِ السَّيْفِ حَنْشَلِيلْ ... لَأَمْنَعَنَّ مِنْهُمُ خَلِيلِي

بِصَارِمٍ لَيْسَ بِذِي فُلُولِ

<<  <  ج: ص:  >  >>