حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ: قَدْ عَلِمْتُ الَّذِي طُلِّقْنَا عَنْهُ مِنَ الصَّدَقَاتِ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنَ الْغَنَائِمِ، ثُمَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ حَقِّ ذِي الْقُرْبَى، ثُمَّ قَرَأَتْ عَلَيْهِ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} إِلَى تَمَامِ الْآيَةِ وَالْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا، {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر: ٧] إِلَى قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: ٢] . فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتِ ⦗٢١٠⦘ وَأُمِّي وَوَالِدِ وَلَدِكِ، وَعَلَيَّ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ كِتَابُ اللَّهِ وَحَقُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَقُّ قَرَابَتِهِ، وَأَنَا أَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَقْرَئِينَ، وَلَمْ يَبْلُغْ عِلْمِي فِيهِ أَنَّ الَّذِيَ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا السَّهْمَ كُلَّهُ مِنَ الْخُمُسِ يَجْرِي بِجَمَاعَتِهِ عَلَيْهِمْ قَالَتْ: أَفَلَكَ هُوَ وَلِأَقْرِبَائِكَ؟ قَالَ: لَا، وَأَنْتِ عِنْدِي أَمِينَةٌ مُصَدَّقَةٌ، فَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْكِ فِي ذَلِكَ عَهْدًا، أَوْ وَعَدَكِ مَوْعِدًا، أَوْ جَبَّ لَكِ حَقًّا، صَدَّقْتُكِ وَسَلَّمْتُهُ إِلَيْكِ قَالَتْ: لَمْ يَعْهَدْ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ إِلَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ الْقُرْآنَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ: «أَبْشِرُوا آلَ مُحَمَّدٍ؛ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْغِنَى» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقْتِ فَلَكُمُ الْغِنَى، وَلَمْ يَبْلُغْ عِلْمِي فِيهِ وَلَا هَذِهِ الْآيَةِ إِلَى أَنْ يُسَلَّمَ هَذَا السَّهْمُ كُلُّهُ كَامِلًا، وَلَكِنَّ الْغِنَى الَّذِي يُغْنِيكُمْ وَيَفْضُلُ عَنْكُمْ، وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْرُهُمَا فَاسْأَلِيهِمْ عَنْ ذَلِكَ، فَانْظُرِي هَلْ يُوَافِقُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْهُمْ. فَانْصَرَفَتْ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مِثْلَ الَّذِي ذَكَرَتْ لِأَبِي بَكْرٍ بِقِصَّتِهِ وَحُدُودِهِ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ الَّذِي كَانَ رَاجَعَهَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَجِبَتْ فَاطِمَةُ وَظَنَّتْ أَنَّهُمَا قَدْ تَذَاكَرَا ذَلِكَ وَاجْتَمَعَا عَلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute